سدّد تنظيم «القاعدة» أمس ضربة أخرى موجعة لقوات الأمن اليمنية عندما شنّ مسلحوه هجوماً مباغتاً على موقع أمني في محافظة حضرموت أسفر عن قتل 20 جندياً والاستيلاء على أسلحتهم، وفي أول رد للسلطات أمر وزير الداخلية بتوقيف قادة الأمن في المحافظة وشكّل لجنة رفيعة للتحقيق. والهجوم هو الثالث من نوعه السنة الحالية بعد عملية مماثلة آخر كانون الثاني (يناير) كانت استهدفت موقعاً للأمن وسط وادي حضرموت وسقط فيها أكثر من 18 جندياً، إلى جانب عملية اقتحام السجن المركزي في صنعاء التي أدت إلى فرار 29 سجيناً وقتل سبعة حراس في 13 شباط (فبراير). وقالت مصادر أمنية ل «الحياة»: «إن مسلحين يُرجح أنهم من عناصر التنظيم كانوا على متن أربع سيارات شنّوا «هجوم الفجر» على نقطة لقوات الأمن الخاصة في منطقة الريدة الشرقية التي تبعد حوالى 120 كيلومتراً إلى الشرق من المكلا ما أدى إلى مقتل 20 جندياً». وأضافت المصادر «أن المهاجمين استخدموا الأسلحة الرشاشة وقذائف «آ ربي جي» والقنابل اليدوية أثناء مهاجمة سكن الجنود وحراس النقطة كما دمروا دورية أمنية واستولوا على كامل الأسلحة الموجودة في الموقع قبل أن يفروا إلى جهة غير معلومة». وأفاد شهود «أن قوات من الجيش وصلت إلى مكان الهجوم وطوقته كما شوهدت مروحيات عسكرية تحوم في أجواء المنطقة قبل أن تقوم بنقل القتلى إلى صنعاء». وأوردت وزارة الداخلية في بيان أسماء 20 جندياً قالت إنهم لقوا حتفهم في الهجوم، وتوعدت من وصفتهم ب»العناصر الإرهابية المتورطة في هذه الجريمة» بأنهم « لن يفلتوا من العقاب وأن الأجهزة الأمنية ستلاحقهم حتى يتم ضبطهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل». وكشفت أن وزير الداخلية الجديد اللواء عبده الترب أمر عقب الحادث ب»إيقاف مدير أمن محافظة حضرموت، وقائد فرع قوات الأمن الخاصة في المحافظة، وقائد النقطة الأمنية، وشكّل لجنة تحقيق برئاسة وكيل الوزارة المساعد للأمن الجنائي اللواء محمد الغدراء وعضوية المدير العام لمكافحة الإرهاب العميد هشام الغزالي والمدير العام للرقابة والتفتيش بالوزارة الدكتور رياض الفقير». ويعاني اليمن من تصاعد عنف الجماعات المسلحة، فيما ينشط تنظيم «القاعدة» بشكل رئيس في جنوب البلاد وشرقها ويشن باستمرار هجمات نوعية مباغتة على مواقع عسكرية وأمنية، كما يُعتقد بأنه مسؤول عن اغتيال مئات الضباط في الاستخبارات والأمن والجيش خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.