تمكّنت قوات الأمن العراقية من السيطرة على بلدة الصقلاوية، أبرز البلدات التابعة لمدينة الفلوجة والمعروفة باسم «البوابة الشمالية» وأهمها لتنظيم «داعش» الذي اشتد الحصار عليه، ما دفعه إلى شن هجمات مضادة في محافظة صلاح الدين وفي بغداد أوقعت عشرات القتلى والجرحى، في محاولة منه لفك الضغط المفروض عليه في الفلوجة، فيما واصل القتال حول مركز المدينة مستغلاً أنفاقاً ومكامن تحول دون تقدم الجيش. وفي غضون ذلك، تصاعدت الانتقادات السياسية والشعبية ضد حملة الفلوجة، بسبب كثرة الأنباء والروايات عن تجاوزات تقوم بها مجموعات مسلحة ضد عدد من المدنيين الفارين من الفلوجة وضواحيها. وأعلنت «قيادة عمليات بغداد» في بيان أمس، أن أفراد «فرقة المشاة 14 واللواء الأول من الفرقة الأولى للتدخل السريع تمكّنوا من تحرير منطقة الصقلاوية»، وإخلاء آلاف السكان منها. وأكد القيادي في «الحشد الشعبي» أبو منتظر الحسيني دخول القوات الأمنية و «الحشد الشعبي» إلى مركز ناحية الصقلاوية بعد معارك دارت على مدى عشرة أيام لانتزاع المدينة من «داعش». وتعتبر الصقلاوية الشريان الأخير الذي يعتمد عليه «داعش» في الفلوجة لموقعها الاستراتيجي الرابط بينها وجزيرة الخالدية شمال شرق الرمادي. وكان التنظيم خسر بلدة الكرمة الاستراتيجية أيضاً خلال ثلاثة أيام من المعارك، ما جعله الآن يستميت في الدفاع عن الصقلاوية طيلة عشرة أيام. وقال أحمد الجميلي، أحد شيوخ الفلوجة في ناحية العامرية ل «الحياة»، إن «الحصار على داعش داخل الفلوجة بات محكماً بعد السيطرة على ناحية الصقلاوية» وأضاف «لكن هناك مخاوف من طول فترة القتال لأنها ستعرض آلاف المدنيين داخل المدينة للمجاعة»، موضحاً أن «قوات من الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي تسيطر على الضواحي الشمالية والشرقية للفلوجة، فيما تسيطر قوات مكافحة الإرهاب والفوج التكتيكي من الشرطة المحلية على المنفذ الجنوبي، وما زال المنفذ الغربي المفتوح على الصحراء بلا فاعلية للتنظيم». وفي الجبهة الجنوبية من الفلوجة توقفت المعارك بعد السيطرة على منطقة النعيمية، بسبب حائط الصد المنيع الذي بناه «داعش» ويتضمن سواتر ترابية بعلو ثلاثة أمتار ومكامن وعبوات ناسفة، فيما انتشر القناصة على المباني القريبة لمنع الجيش من التقدم. كما توجد في هذه الجبهة شبكة أنفاق سرية كانت بمثابة مفاجأة للجيش عند وصوله إلى أبواب المدينة. إلى ذلك، اتهم «تحالف القوى العراقية» في بيان أمس، «جماعات مسلحة منفلتة بارتكاب انتهاكات وجرائم قتل وخطف ضد المدنيين الفارين من مدينة الفلوجة»، وحذّرت من «التغاضي عن تلك الجماعات، كما حدث في صلاح الدين وديالى وشمال بابل، ما سيؤثر سلباً على جميع المحافظات». وحمّل البيان رئيس الوزراء حيدر العبادي مسؤولية «الحفاظ على وطنية المعركة وأرواح المدنيين الأبرياء». وفي محافظة صلاح الدين، قتل وأصيب العشرات من قوات الأمن في هجمات شنها «داعش» عند حقلي علاس وعجيل النفطيين شمال المحافظة، فيما نجا مدير الشرطة العقيد محمد حماش وقائد الحشد العشائري أديب العبيدي من محاولة اغتيال بانفجار عبوة ناسفة شرق تكريت. وقال مصدر في الشرطة إن اشتباكات عنيفة دارت فجر أمس بين قوات الشرطة الاتحادية وعناصر من «داعش» أسفرت عن مقتل وإصابة 11 عنصراً من الشرطة و «الحشد». وفي بغداد قتل وأصيب 14 شخصاً غالبيتهم من عناصر الجيش بتفجيرين شمالي بغداد، وأوضح مصدر أمني أن «انتحارياً فجّر نفسه مستهدفاً تجمعاً لقوات الجيش في منطقة حي الضباط التابعة لقضاء الطارمية، وأسفر عن مقتل جنديين وإصابة عشرة آخرين». إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية الكولونيل باتريك رايدر، أن قوات «البيشمركة» حققت تقدماً مهماً في محور الخازر في أطراف الموصل، مؤكداً أنها تمكّنت من تحرير 85 كيلومتراً في محور المنطقة بمساعدة طائرات «التحالف الدولي».