علمت «الحياة» أن قوات الجيش العراقي لم تنجح في السيطرة على ناحية الصقلاوية شمال غربي مدينة الفلوجة بعد عملية عسكرية كبيرة واجهت خلالها مقاومة شديدة من المسلحين، فيما أعلنت بعثة الأممالمتحدة في العراق «يونامي» أن عدد الضحايا العراقيين جراء العنف خلال الشهر الماضي بلغ أكثر من 900 قتيل، عدا الضحايا في محافظة الأنبار التي تشهد معارك منذ خمسة أشهر. وقال عضو في «المجلس العسكري لثوار الفلوجة» ل «الحياة» إن «قوات من الجيش نفذت ليل الجمعة هجوماً على الناحية التي تقع شمال غربي الفلوجة للسيطرة على المنطقة التي تعتبر مكاناً استراتيجياً وأحد الأبواب الرئيسية للفلوجة». وأوضح أن «المسلحين كانوا يعلمون سلفاً بالهجوم وقاموا بالاستعداد له حيث جرت اشتباكات عنيفة في مناطق المفتول والبوعزام والمفرق التابعة إلى الصقلاوية انتهت بمنع الجيش من السيطرة على الناحية». وأضاف أن الجيش قام بعد فشله في اقتحام الناحية بقصف عشوائي عنيف عليها أدى إلى دمار في المنازل والممتلكات العامة، إضافة إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى من المدنيين العزل وبعضهم توفي بسبب صعوبة إسعافه». وأوضح أن فوج طوارئ يتبع للشرطة الاتحادية دخل من منطقة حويوة عبر جسر الصقلاوية وسن الذبان إلى منطقة البوشجل، فيما قام الجيش بالدخول من الخط السريع نحو البوشجل بحيث تلتقي القوتان عند معبر المفتول للسيطرة عليه. وقال أحمد السجري أحد شيوخ عشائر الصقلاوية في اتصال مع «الحياة» إن «الناحية تعرضت لكارثة إنسانية بسبب الاشتباكات بين الجيش والمسلحين». وأضاف أن التيار الكهربائي والماء انقطعا بالكامل عن غالبية مناطق الناحية، كما أن السكان يخشون الخروج من منازلهم». وأضاف أن «مفاوضات تجري منذ صباح اليوم (أمس) مع قوات الجيش للسماح لسيارة تابعة لدائرة الكهرباء بالوصول إلى مكان الدائرة للاطلاع على العطل وتصليحه». وأعلنت «قيادة عمليات الأنبار» في بيان أمس أن «قوات الجيش قصفت، ظهر أمس بالمدفعية أوكاراً لتنظيم «داعش» ضمن عملية تطهير ناحية الصقلاوية شمالي الفلوجة، والعامرية جنوبالمدينة، ومنطقة الفلاحات غربها، ما أسفر عن مقتل 18 عنصراً من التنظيم». وأوضح أن قوة من فرقة التدخل السريع الأولى في الجيش وبمساندة لواء 30 الآلي اشتبكت، منذ مساء السبت وحتى صباح الأحد مع عناصر تنظيم «داعش» في منطقة قرى الهيتاوين جنوب الفلوجة ومناطق مختلفة من ناحية الصقلاوية شمال الفلوجة، «أسفرت عن مقتل 37 عنصراً من التنظيم بينهم قناصان». وأضاف أن «القوة تمكنّت أيضاً من تفكيك أربع عجلات مفخخة وتسع عبوات ناسفة في المناطق المذكورة». إلى ذلك، قالت «يونامي» في بيان أمس إن العنف الذي شهده العراق خلال أيار (مايو) أدى إلى مصرع أكثر من 900 شخص وإصابة 4091 آخرين، موضحة أن هذه الأرقام لا تشمل محافظة الأنبار الغربية. وأضاف أن «العاصمة بغداد كانت الأكثر تضرراً جراء أعمال العنف حيث قتل 315 شخصاً وأصيب 617، جاءت بعدها محافظة نينوى حيث قتل 113 شخصاً وأصيب 248 آخرين».