اختتمت في سنغافورة أمس (الخميس) قمة مدن العالم 2010 وأسبوع سنغافورة الدولي للمياه 2010 بإعلان عدد من المبادرات، أبرزها إعلان شركة «بروكتر آند غامبل» (دبي آند جي) أنها تنوي إقامة مصنع سيُكلف ملايين الدولارات في سنغافورة لإنتاج أجهزة لتنقية المياه يتوقع أن تساعد ملايين من سكان العالم على الحصول على مياه نقية. فيما أكد وزير البيئة وإدارة المياه السنغافوري الدكتور يعقوب إبراهيم ل «الحياة» متانة العلاقات بين بلاده والسعودية، وقال إنها تعتبر دول مجلس التعاون الخليجي شريكاً مهماً لسنغافورة. وأعلنت شركة معلومات المياه العالمية المتخصصة في تقديم خدمات المعلومات مبادرة لإنشاء مركز تابع لها في سنغافورة لتزويد شركات المياه في أنحاء العالم بما تحتاج إليه من معلومات في هذا المجال. وقالت حكومة سنغافورة أمس إنها قررت تخصيص منحة قدرها 6 ملايين دولار سنغافوري (الدلاور الأميركي يعادل 1.38 دولار سنغافوري) لخمس شركات لتعزيز مكانة سنغافورة باعتبارها أحد المراكز المتقدمة في العالم في مجال تكنولوجيا المياه. وكانت سنغافورة استضافت مئات من المسؤولين السياسيين والصناعيين والخبراء وقادة المنظمات الدولية على مدى الأسبوع الماضي للبحث في ما يتعين القيام به لمواجهة التحديات التي تواجه مدن العالم الكبرى وابتكار حلول لمشكلات المياه التي تواجهها شعوب العالم. وتطمح البلاد إلى أن تصبح مركزاً عالمياً في مجالي صناعة المياه وحلول المدن الكبيرة، وذلك باستقطاب أكبر الشركات العالمية في حقل المياه، وضخ مزيد من الأموال لتعزيز أبحاث المياه، وتتوقع أن يضيف قطاع المياه 1.7 بليون دولار إلى اقتصادها، وأن يوفر القطاع 11 ألف فرصة عمل بحلول عام 2015. وقالت شركة «بروكتر آند غامبل» إنها ستنشئ مصنعاً يبدأ العمل بحلول عام 2012 في سنغافورة بمئات ملايين الدولارات ولأهداف غير ربحية، لإنتاج 200 مليون مرشحَّ سنوياً لأطفال العالم وفقرائه، وهي كفيلة بتوفير بليوني لتر من الماء النقي كل عام. وأوضح مديرها المكلف بشؤون العلاقات مع آسيا أنطوني روز للصحافيين أن تلك المرشحات استخدمت بنجاح في مناطق الكوارث والإغاثة، ولا سيما بعد إلزال هايتي، وفي الأماكن التي تفتقر إلى المياه النقية الصالحة للاستخدام البشري. وأعلنت في سنغافورة ثلاث من أكبر جامعات العالم مبادرة مدتها خمس سنوات تتعاون بموجبها جامعة أكسفورد (بريطانيا) وجامعة سنغافورة الوطنية وجامعة بكين (الصين) في مجالات الأبحاث والتعليم وإشاعة تكنولوجيا المياه والبيئة. وعلى صعيد التحديات التي تواجه مدن العالم الكبرى، حذّر الزميل الرئاسي في تخصص مستقبل المراكز الحضرية بجامعة تشابمان الأميركية البروفسور جويل كونكن من أن المدن يمكن أن تصبح بيئة «سامة» للعائلات. وقال إنه لا بد من القيام بجهد أكبر يجعل المدن الكبرى مكاناً صالحاً لتنشئة الأجيال. وأشار كوتكن، في ختام قمة مدن العالم إلى أن سنغافورة هي أفضل نموذج لذلك، إذ يوجد فيها أحد أدنى معدلات الإنجاب في العالم. وذكر الأكاديمي الأميركي أن مسؤولين سنغافوريين مكلفين بالحض على الزواج أبلغوه في اجتماع رسمي بأن أفراد الشعب منشغلون بأعمالهم ووظائفهم، ويعانون الإجهاد والضغوط والتنافس إلى درجة أنهم أضحوا لا يرغبون في إنجاب أطفال. وحذّر من ان غالبية سكان المدن الكبرى سيكونون في غضون 10 – 30 عاماً ممن تراوح أعمارهم بين 60 و80 عاماً. وأوضح رئيس المجلس الاستشاري لمركز المدن المستدامة الدكتور ليو تاي كير أن الضغوط والإجهاد يمثلان عاملاً مهماً في خفض معدل الإنجاب في سنغافورة. وأشار إلى ان نتيجة استطلاع أجري أخيراً توصلت إلى أن السنغافوريين هم أحد شعوب العالم الأكثر مجهوداً عملياً.