للباس التقليدي في تونس عرس سنويّ يُختتم باحتفال ضخم تعرض خلاله نماذج من إبداعات وابتكارات تنهل من التراث الذي يمتد آلاف السنين. ويسعى أصحاب تلك التصاميم إلى أن تتناغم أعمالهم مع روح العصر ومتطلبات المرحلة التي يعيشون فيها ومعها، ما يولّد تشكيلة فريدة من الأزياء النسائية والرجالية تحمل من الإبداع والتجديد الشيء الكثير بلمسات تونسيةأصيلة وروح ابتكارية عالية. وكان الاحتفال الختامي للدورة الثامنة عشرة لمسابقة «الخمسة الذهبية» أقيم قبل أيام في مقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية تحت إشراف وزيرة السياحة والصناعات التقليدية سلمى اللومي الرقيق وحضور عدد كبير من الوزراء وسفراء دول المعتمدين في تونس، إضافة إلى مصممين ومبتكرين ومهتمين وناشطين في عالم الموضة والتصميم وعروض الأزياء. وكانت لجنة تحكيم الدورة ال 18 التي ترأستها المصممة درة بن ميلاد الشعري والتي ضمت خبراء في التراث ومهنيين ومصممين وممثلين للديوان الوطني للصناعات التقليدية، انتقت في مرحلة أولى المجموعات المقدمة لمسابقتي اللباس اليومي واللباس الخاص بالمناسبات، وبعد استكمال كل أعمالها قررت اللجنة إسناد الجوائز في فرع اللباس اليومي لأحلام قولاق مراد وإلياس الأنداري ووصال الساكري، فيما كانت جوائز لباس المناسبات من نصيب منيرة قعيدة ودليلة رشيدي. ويسعى المنظمون إلى أن تكون هذه المناسبة السنوية فرصة لفتح سبل الابتكارات والتصاميم التي تبدعها أنامل حرفيين تونسيين إلى خارج الحدود التونسية لتبلغ آفاقاً عربية وعالمية. ويتميز اللباس التقليدي التونسي بالتنوع على مستويات الشكل والألوان والتفاصيل الصغيرة التي تؤكد خصوصيته. ونجد خصوصاً في الملابس الخاصة بالأعراس والمناسبات العائلية والدينية أصنافاً من الألبسة التي يصعب إيجادها في البلاد الأخرى، وهي أزياء تتركّز أساساً على تفاصيل دقيقة على مستوى التطريز واستعمال الخيوط الفضية والذهبية والأكسسوارات الملونة التي تعطي مسحة من الجمال والجاذبية.