دعا الاجتماع الوزاري المشترك الرابع للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون وروسيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى التحقق من امتثال إيران لالتزاماتها النووية، من خلال تنفيذ آلية فعالة للتفتيش والرقابة، مؤكداً أن التنفيذ الكامل لخطة العمل المشتركة، والامتثال الكامل لأحكام قرار مجلس الأمن 2231 (2015) سيسهمان في بناء الثقة بطبيعة البرنامج السلمي النووي الإيراني. وشدد على أن «العلاقات بين الدول يجب أن تكون مبنية على مبادئ حسن الجوار والاحترام الكامل لسيادة الدول واستقلالها وسلامة أراضيها، وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، ومواجهة التحديات والأزمات من خلال الوسائل السلمية في إطار حوار وطني شامل». وأكد الوزراء، في بيانهم الختامي أمس (الخميس)، اتفاقهم على مكافحة الإرهاب، من خلال التعاون الدولي، والاعتراف الكامل بالدور المركزي الذي تلعبه الأممالمتحدة، وفقاً لميثاقها، من خلال التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبخاصة القرار رقم 2170 (2014)، والقرار 2178 (2014)، والقرار 2199 (2015)، والقرار 2253 (2015)، واستراتيجية الأممالمتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، ودعم جهود مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، ولجنة الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، واعتماد اتفاق شامل في شأن الإرهاب الدولي في أقرب وقت ممكن. وأشار البيان الختامي - بحسب وكالة الأنباء السعودية - إلى أنه ترأس الاجتماع من جانب روسيا وزير الخارجية سيرغي لافروف، ومن جانب مجلس التعاون وزير خارجية المملكة عادل الجبير، فيما شارك في الاجتماع وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون، والأمين العام للمجلس الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني. وأكد الوزراء عزمهم على تطوير وتقوية علاقات الصداقة والتعاون بين الجانبين في المجالات كافة، مشيدين بآلية التعاون الحالية في إطار الحوار الاستراتيجي بين روسيا الاتحادية ومجلس التعاون بهذا الشأن. كما اتفق الجانبان على استمرار التعاون في مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. التحديات الإقليمية والدولية دان الوزراء الإرهاب بأشكاله ومظاهره كافة، مؤكدين أن أية أعمال إرهابية ما هي إلا أعمال إجرامية وغير مبررة، بغض النظر عن دوافعها، ورفضوا ربط الإرهاب بأي دين أو ثقافة أو مجموعة عرقية، مشددين على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب، ولمعالجة العوامل المؤدية إلى انتشاره، والقضاء على مصادره أو أي نوع من دعم الإرهاب والتطرف العنيف، بما في ذلك تمويلهما، فضلاً عن مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود. ورحب الوزراء بتأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، كما دعموا التنسيق بين روسيا والتحالف الدولي لمحاربة «داعش»، الذي تقوده أميركا. كما رحبوا بالمبادرة التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتشكيل جبهة لمكافحة الإرهاب واسعة النطاق، على أساس المعايير القانونية الدولية وميثاق الأممالمتحدة، والعمل بموجب الاتفاق والتنسيق الوثيق مع الدول الإقليمية، التي تتحمل العبء الأكبر في مقاومة الإرهابيين والمتطرفين. واطلع الوزراء على الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، التي تقوم بها مختلف المحافل الدولية، بما في ذلك رابطة الدول المستقلة، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ومنظمة شنغهاي للتعاون، والمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب برعاية الأممالمتحدة. وأشادوا بنتائج المشاورات بين وزارة الشؤون الخارجية في روسيا، والأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، التي أجريت بجدة في كانون الثاني (يناير) الماضي في شأن قضية مكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة. وأكد الوزراء ضرورة وضع نهاية سريعة للصراع المسلح في سورية، على أساس القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وبيانات المجموعة الدولية لدعم سورية، وبيان جنيف. وأعرب الوزراء عن قلقهم العميق لمعاناة اللاجئين والنازحين. وأكدوا دعمهم جهود الأممالمتحدة والمنظمات الدولية، وتقديرهم جهود الدول، بما في ذلك روسيا ودول مجلس التعاون، للتخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب السوري. وحثوا المجتمع الدولي على الاستمرار في تقديم الدعم والمساعدة للدول المجاورة لسورية. وقف العمليات القتالية في اليمن رحب الوزراء بوقف العمليات القتالية في اليمن، مناشدين الأطراف اليمنية كافة بالالتزام به. وعبروا عن استمرار دعمهم القوي لجهود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مشددين على أهمية تحقيق تقدم في مشاورات السلام اليمنية، برعاية الأممالمتحدة، التي تستضيفها الكويت حالياً. وناشدوا جميع الأطراف اتخاذ القرارات الصعبة اللازمة لتحقيق تسوية سياسية دائمة وشاملة للصراع، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216 (2015)، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل. كما شدد الوزراء على ضرورة حماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني بأكمله، دون معوقات وبأسرع وقت ممكن، تخفيفاً لمعاناته، مشيدين في ذلك بجهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.