حضّت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، البُلدان المُنتِجة للشاي على زيادة الدخل من هذا المحصول بتعزيز جهود تسويقه داخلياً والتعريف بفوائده الصحيّة، بدلاً من التوسُّع في مَزارع الشاي، الذي يمكن أن يُلحق أضراراً بالأسعار على المدى البعيد. وفي تقريرٍ نشرته على موقعها الإلكتروني، لفتت إلى أنّ سوق تصدير الشاي الأخضر «ستنمو بسرعةٍ أكبر على مدى السنوات العشر المقبلة، مقارنةً بمعدل نمو الشاي الأسود، إذ ليس محتملاً توسّع الأسواق لدى بُلدان الاستيراد الكبرى أكثر مما هي حالياً نظراً إلى تَشبُّعها». وأوضح التقرير ان استهلاك الشاي في البلدان المُنتِجة «لا يتجاوز عُشر الكمّية المنتجة كمعدلٍ استهلاكي مستمر، مقارنةً بنظرائهم في أسواق الاستيراد التقليدية، في ما يشكِّل فرصةً كُبرى لمُنتجي الشاي لزيادة هامش الدخل إذا ما انتُهِجَت استراتيجياتُ تسويقٍ فاعلة». وأشار دليل السعر المركَّب لسلعة الشاي لدى المنظمة، إلى زيادةٍ نسبتها 13 في المئة خلال عام 2009، ما دَفع بالأسعار إلى أرقامٍ قياسيّة نتيجة الجفاف في بعض الأقاليم الرئيسة المُنتجة في آسيا وإفريقيا. واستقرّت الأسعار حالياً مع عودة أنماط الطقس إلى حالتها الطبيعية». وانعكست الزيادة في السعر على المُستهلكين لدى البُلدان المتطورة بما لا يتجاوز خمسة في المئة العام الماضي، نظراً إلى المنافسة الحادّة في أسواق المشروبات عموماً. لكن ارتفعت أسعار بيع الشاي بالمُفرد لدى البلدان النامية بنسبة 12 في المئة خلال الفترة ذاتها. وقدّرت «فاو»، نمو الصادرات العالمية من الشاي الأسود 1.8 في المئة من الآن حتى عام 2019. وتوقعت أن «تنمو صادرات الشاي الأخضر بمعدل 5.5 في المئة سنوياً». وتمثّل الصين أكبر مُنتِج للشاي في العالم، تليها كينيا وسري لانكا والهند. وأكد الخبير لدى «فاو» كيسون تشانغ، احتمال أن «يصبح الشاي عاملاً مهماً مساهماً في دعم الأمن الغذائي الوطني». ففي كينيا على سبيل المثال، «تغطي إيرادات صادرات الشاي فاتورة استيراد الغذاء الوطنية. وتشكِّل العائدات من صادرات الشاي 35 في المئة من التصدير الزراعي الكليّ في كينيا، بينما مثلت 50 في المئة من دخل التصدير الزراعي في سري لانكا، إذ غطّت 60 في المئة من تكاليف واردات الغذاء الوطنية لديها. ولاحظت «فاو»، أن زيادة السِعر المركَّب للشاي الأسود العام الماضي «انعكست ارتفاعاً نسبته سبعة في المئة في الدخل العالمي الناتج من تصدير هذه السلعة، ما أثّر إيجاباً في تحسين مستويات الدخل الريفية والأمن الغذائي المنزلي لدى البلدان المُنتِجة للشاي». ولفتت إلى «تسجيل زيادة على مدى السنوات الخمس الماضية نسبتها 65 في المئة في إنتاج السلعة الكليّ، إلى جانب 67 في المئة في الاستهلاك و80 في المئة في تجارتها». وعزت ذلك إلى «ارتفاع حصيلة عائدات الشاي الأسود». ورأت أن «الاقتناع المتزايد بالفوائد الصحيّة للشاي الأخضر على مدى السنوات الماضية لدى البُلدان الصناعية، عزَّز مستويات التصدير من أصنافه».