أكد مسؤولون محليون فتح أربعة ممرات لخروج السكان من الفلوجة مع بدء العمليات العسكرية لتحريرها، متهمين تنظيم «داعش» بمنع الأهالي من المغادرة، كما أكدوا أن التنظيم أعدم عائلة بالكامل أثناء محاولتها الفرار من المدينة، فيما أعربت هيئة الأممالمتحدة عن قلقهاعلى السكان المدنيين. وقال أحمد الجميلي، أحد شيوخ عشائر الفلوجة، في اتصال مع «الحياة» من بلدة الخالدية إن «القوات الأمنية حددت أربعة ممرات آمنة للمدنيين، المنفذ الأول تقاطع السلام ومنطقة الهياكل جنوباً، والثاني منطقة السكنة والصقلاوية شمالاً، والثالث في البلدات الزراعية في الكرمة، والرابع عبر منطقتي الحلابسة والفلاحات غرباً». واتهم الجميلي «داعش» بنشر قناصة «بالقرب من هذه المنافذ وهدد بقتل أي شخص يقترب منها، كما قام بوضع حواجز خرسانية على بعض الطرق الرئيسية في المدينة لمنع تسرب السكان أو انتقالهم بين الأحياء بحثاً عن الأمان». وأكدت عضو مجلس محافظة الأنبار نهلة الراوي في تصريح إلى «الحياة» أن «تنظيم داعش أعدم اليوم (أمس) عائلة كاملة في الفلوجة خلال محاولتها الفرار من المدينة بسبب العمليات العسكرية الجارية لتحريرها». وأشارت إلى أن «التنظيم هدّد السكان بعدم مغادرة منازلهم بعد نداءات وجهتها القوات الأمنية إلى المدنيين عبر وسائل الإعلام ومنشورات ألقتها الطائرات العراقية حوت خريطة الممرات الآمنة». وأوضحت الراوي أن «مجلس المحافظة أعد خطة متكاملة لاستقبال النازحين من المدينة عبر توفير آلاف الخيم مع المستلزمات الإنسانية الأخرى»، مشيرة إلى أن النازحين «سينقلون إلى ناحية العامرية شرق الفلوجة وقضاء الخالدية شمالها». وطالبت المجتمع الدولي «بتقديم المساعدات العاجلة استعداداً لاستقبال موجة نزوح واسعة من الفلوجة خلال الأيام المقبلة». وتمكّنت عائلات أول من أمس من الهروب نحو القوات الأمنية، وقال مصدر أمني إن «هذه العائلات فرت عبر طرق زراعية في منطقة الهياكل جنوب الفلوجة نحو قوات مكافحة الإرهاب التي تشرف على العمليات الجنوبية، فيما تمكّنت عائلات أخرى من الهرب نحو بلدة الكرمة التابعة للفلوجة واللجوء إلى القوات المشتركة من الجيش والحشد الشعبي الموجودة هناك». وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحافي أمس إن «المنظمة الدولية عبّرت عن قلقها على مصير نحو 50 ألف شخص لا يزالون في مدينة الفلوجة»، مشيراً إلى أن «الأممالمتحدة تتعاون مع الشركاء المحليين من المنظمات الإنسانية لتقييم الاحتياجات ونمط حركة المدنيين الباقين في الفلوجة التي تبعد نحو 50 كيلومتراً عن بغداد، والتي كانت أول مدينة سقطت في يد داعش في كانون الثاني (يناير) 2014». وأكد أن «المدنيين يواجهون خطراً شديداً في محاولتهم الفرار ومن المهم أن تتوافر لهم بعض الممرات الآمنة»، ولفت إلى أن «أحد المشاكل الرئيسة التي تواجه المدنيين النازحين هي درجات الحرارة المرتفعة في العراق وخطر الإصابة بالجفاف». وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، استعدادها لاستقبال وإيواء العوائل النازحة من مدينة الفلوجة شرق محافظة الأنبار تزامناً مع انطلاق عملية تحريرها من تنظيم «داعش». وذكرت في بيان أمس أنها «بالتعاون والتنسيق مع الحكومة المحلية في المحافظة قامت بتهيئة مخيم في ناحية عامرية الفلوجة يَسعُ ألفي وحدة ايواء مجهزة بالخدمات الأساسية والمستلزمات الإغاثية الضرورية، من ضمنها الكهرباء وخزانات ماء والحمامات الصحية، لاستقبال وإيواء العوائل المتوقع نزوحها من قضاء الفلوجة مع بدء عملية تحريرها». وختم البيان أن «الوزارة تواصل مع خلية الأزمة المدنية في مكتب رئيس مجلس الوزراء ومع محافظة الأنبار التنسيق والقيام بما يلزم من إغاثة وإيواء الأسر النازحة من قضاء الفلوجة لحين عودتها إلى أماكن سكنها الأصلية».