دخلت المنافسة على رئاسة مصر مرحلة جديدة بعدما تمكن المرشحان المحتملان وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي ومؤسس «التيار الشعبي» حمدين صباحي من تأمين توكيلات الناخبين المطلوبة ضمن أوراق الترشح، فبدأ كلاهما في بلورة وعوده الانتخابية، فتعهد السيسي «تنفيذ أهداف الثورة»، فيما شدد صباحي على «أولوية أمن الخليج». وأعلن مساعد وزير العدل لشؤون الشهر العقاري والتوثيق القاضي عمر مروان، أن حصيلة الأيام الثلاثة الأولى لتحرير توكيلات تأييد المرشحين بلغت 139 ألفاً و300 استمارة تأييد. وأكدت حملتا السيسي وصباحي تأمين العدد المطلوب من التوكيلات (25 ألف توكيل). وخاطب السيسي أنصاره عبر صفحته على موقع «فايسبوك»، مؤكداً أنه سيكون «خادماً للشعب». وسعى إلى استمالة قوى شبابية بتعهده «تنفيذ أهداف الثورة»، قائلاً إن «المواطن تحمل الكثير وحان وقت حصاد ثورتي يناير ويونيو». وأكد أن برنامجه «واقعي وقابل للتنفيذ»، مشدداً على أن «الحكم ليس نزهة، لأن المصريين زاد وعيهم السياسي وعرفوا طريقهم جيداً ولن يرضوا برئيس فاسد أو متقاعس». وعُلِمَ أن السيسي يخطط خلال المرحلة الحالية لاستقبال ممثلي القوى السياسية والمجتمعية، في مسعى منه إلى حشد دعمها. وكان وزير الدفاع السابق التقي قبل يومين قيادات نوبية، فيما التقى المنسق التنفيذي لحملته محمود كارم ممثلين عن نقابات عمالية. وكان السيسي حصل على دعم الكنيسة القبطية قبل إعلان ترشحه رسمياً، إذ اعتبر بطريرك الأقباط البابا تواضروس الثاني أن ترشحه «واجب وطني». وأبرزت حملة السيسي أمس صوراً لمسيرة قامت بها أول من أمس حركة «مستقبل وطن» التي يقودها رئيس اتحاد طلاب مصر محمد بدران، في محاولة لإبراز وجود دعم شبابي. كما التقى كارم أمس قيادات حزبية عدة. وأعلنت الحملة دعم أسرة الرئيس السابق أنور السادات للسيسي، وتسلم كارم من ابن الرئيس الراحل جمال السادات أمس توكيلات أسرته، بعد دعم أسرة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. في المقابل، انتقد صباحي «تياراً بائساً يستعيد ممارسات بالية سيهزمها الشعب كما هزمها من قبل». وقال عبر حسابه على موقع «تويتر» أمس مخاطباً أنصاره: «تحية لشبابنا وشاباتنا. كل توكيل منكم إنجاز أفخر به يثبت جسارة السابحين بيقين ضد تيار بائس يستعيد ممارسات بالية سيهزمها الشعب كما هزمها من قبل». وأعلنت حملة صباحي أنه أنهى أمس الكشف الطبي المطلوب واستوفى كل التحاليل والأشعة المطلوبة كما توجه إلى قسم الدقي لعمل صحيفة الحالة الجنائية لتقديمها ضمن الأوراق الثبوتية المطلوبة. وأكد الناطق باسم الحملة معصوم مرزوق ل «الحياة»، أنها انتهت من «مرحلة تنقيح البرنامج الرئاسي». وقال: «بدأنا في طباعة البرنامج تمهيداً لطرحه، بالتزامن مع مواصلة جمع التوكيلات، واللجنة القانونية أعدت تقريراً مفصلا في شأن المخالفات التي شابت عملية جمع التوكيلات، ويتم التباحث في ما يمكن اتخاذه من إجراءات قانونية حيالها». وتوقع مرزوق «أن تصب المواقف والرؤى المعلنة في مصلحة صباحي، فالمرشح المنافس مجهول في ما ينوي أن يفعله. الكثير يتحدث عنه وهو لا يتحدث». ورفض الخوض في خريطة القوى الداعمة لمرشحه. وقال: «لدينا ثقة في إعادة بعضهم النظر في مواقفه تجاه مرشحنا بعد عرض البرنامج الانتخابي». لكنه أكد أن صباحي «يراهن على الشباب والفقراء» في التصويت، «فالشباب ينظرون إلى صباحي باعتباره رجل المستقبل، والمنافس رجل الماضي، أما الفقراء فيحتاجون إلى رئيس يدافع عن حقوقهم وتاريخ صباحي يعبر عن ذلك». وظهر أن صباحي يعوّل على الجولات الانتخابية لحشد مؤيدين، إذ أكد مرزوق أن الحملة «لديها خريطة للجولات الانتخابية في المحافظات سيتم إعلانها، ولن يتراجع صباحي عن التواجد وسط الشعب المصري، وهو مُصر على مخاطبة الجماهير». وردّ على انتقادات لنقص خبرة صباحي في أجهزة الدولة، قائلاً إن «حمدين بالفعل ليس رجل دولة بمفهومها القديم الذي ثار عليه الشعب. هو رجل دولة المستقبل. صباحي لم يتح له العمل في أجهزة الدولة بسبب مواقفه السياسية. ومع ذلك اكتسب خبرة لم يلوثها فساد». وعن رؤية صباحي للعلاقات الدولية لمصر، أشار إلى أن الرجل «لا يسعى إلى خصومة مع أحد ولا نعادي إلا من يعادي الشعب. علاقاتنا ستعتمد على قاعدة الاستقلال والتخلص من التبعية». وأشار إلى أن صباحي «سيسعى إلى تدشين نظام أمني إقليمي في المنطقة في شكل يحافظ على أمن مصر والخليج أساساً»، موضحاً أن «من يقبل الدخول في هذا النظام والتعاون على أساس إقامة علاقات متوازنة وتحقيق مصالح اقتصادية مشتركة فهو مرحب به... الحفاظ على أمن الخليج أولوية لدينا». على صعيد آخر، حددت محكمة قاهرية السبت المقبل للنظر في أولى جلسات دعوى تطالب بحظر أنشطة «حركة شباب 6 أبريل». وكان محام أقام دعوى قضائية أمام محكمة الأمور المستعجلة تطالب بإلزام رئيس الجمهورية ورئيس الوزارء ووزيري الداخلية والدفاع والنائب العام بحظر الحركة. وقال في الدعوى إن «حركة 6 أبريل تقوم بأعمال تشوه صورة الدولة المصرية وكذلك تقوم بالتخابر». ومؤسس الحركة أحمد ماهر مسجون حالياً لمدة ثلاث سنوات لاتهامه وناشطين آخرين هما أحمد دومة ومحمد عادل ب «التظاهر من دون إخطار واستخدام العنف ضد قوات الشرطة».