تترقب الأوساط المصرية إعلان اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات الرئاسية في مؤتمر صحافي اليوم، الجدول الزمني للاستحقاق. ويتوقع أن ينطلق الاقتراع منتصف أيار (مايو) المقبل، فيما كثف المرشحون المحتملون من نشاطهم إيذاناً بانطلاق السباق الرئاسي، فيما تعهدت الرئاسة ب «الحياد التام». وأعلن أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي للرئاسة المصرية، أن الانتخابات الرئاسية المقبلة «ستكون نموذجاً متميزاً للديموقراطية»، مشيراً إلى أن تعليمات الرئيس عدلي منصور هي «التزام مؤسسة الرئاسة الحياد التام إزاء العملية الانتخابية». وأكد المسلماني، في تصريحات أمس «أن المسار الديموقراطي في مصر يمضي إلى الأفضل، وأن الخبرة السياسية الهائلة التي تشكلت في الأعوام الثلاثة الأخيرة ستكون أساسية في تشكيل توجهات الناخبين ونتائج التصويت»، مشدداً على «أن الشعب المصري العظيم سيختار بكامل إرادته وحريته «الرئيس السابع» للبلاد، وأن المستقبل يحمل الكثير من معالم الأمل والانطلاق». في غضون ذلك، قال وزير الخارجية نبيل فهمي: «إن الجميع في مصر يسعى الآن لبناء منظومة ديموقراطية تشارك فيها مختلف فئات الشعب المصري»، مشيراً خلال احتفال تخريج دفعة جديدة من الديبلوماسيين، أن الهوية السياسة المصرية تتشكل من جديد، وعلى الديبلوماسيين الجدد تمثيل هذه الهوية وتطوير الرسالة الديبلوماسية التي تحملها وزارة الخارجية في شكل خاص. وفي موازاة ذلك يعكف المرشح الرئاسي المحتمل، وزير الدفاع المستقيل عبدالفتاح السيسي على ترتيب البناء التنظيمي لحملته الانتخابية التي أفيد بأنها ستضم رئيس لجنة الخمسين عمرو موسى والكاتب الصحافي المخضرم محمد حسنين هيكل والمخرج السينمائي خالد يوسف والسياسي البارز عبدالجليل مصطفى، إضافة إلى مستشار الرئيس للشؤون السياسية مصطفى حجازي، والخبير الاقتصادي هاني سري الدين، والخبير السياسي في مركز الأهرام عمرو الشوبكي، والخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز، ومؤسس حركة «تمرد» محمود بدر، على أن يضطلع بمنصب المدير التنفيذي للحملة السفير محمود كارم. وعلمت «الحياة» أن السيسي بدأ الترتيب للقاءات متتابعة مع القوى السياسية المصرية وشباب الثورة، لعرض رؤيته في إدارة شؤون البلاد، وذلك بالتزامن مع نشاط مجموعات من الشباب الداعمين له في المحافظات لجمع التوكيلات المطلوبة ضمن أوراق الترشح (25 ألف توكيل). وقال المدير التنفيذي للحملة السفير محمود كارم: «إن إعلان التشكيل النهائي للحملة سيكون بعد إعلان اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة فتح باب تلقي أوراق المرشحين وذلك احتراماً للقانون والضوابط التي وضعتها اللجنة»، مشيراً إلى أن «الحملة تحترم القانون وتمارس عملها بشفافية مطلقة، كما أن نشاطها والأخبار المتعلقة بها ستصدر عن السيسي شخصياً لحين تحديد أسماء المتحدثين الإعلاميين لها». ولفت كارم إلى أن الحملة ستقوم بتحديد آليات التواصل مع الرأي العام ووسائل الإعلام خلال الفترة المقبلة. في المقابل استبق المنافس المحتمل مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي إعلان الجدول الزمني للاستحقاق، بنشاط لمجموعات من الشباب الداعمين له في الشارع، فنظمت الحملة الرسمية لصباحي أمس سلاسل بشرية متزامنة في مناطق عدة في القاهرةوالمحافظات المصرية، رفعت خلالها صوراً لصباحي، وطالبت المصريين بتأييده، بالتزامن أيضاً مع نشاط لجمع التوكيلات. في غضون ذلك قال التقرير السنوي للاتحاد الأوروبي، في شأن تنفيذ سياسة الجوار الأوروبية، إن هناك تحفظات على الوضع في مصر بسبب الاستقطاب السياسي وبعض القيود المفروضة على حرية الرأي والتجمع. وذكر التقرير الذي نشر باللغة الإنكليزية على موقع الاتحاد الأوروبي، أنه «على رغم أن عام 2013 كان عام الأزمات مع بعض الشركاء في شكل يعكس عدم الاستقرار السياسي والظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، إلا أن الاتحاد الأوروبي واصل دعم الجهود الرامية إلى تعزيز الحكم الديموقراطي وبناء الأمن ودعم التنمية المستدامة والشاملة». وتابع: «تم تطبيق إصلاحات سياسية واقتصادية حاسمة في الكثير من دول الجوار، بينما في دول أخرى، فإن الإصلاحات الديموقراطية والانتعاش الاقتصادي الذي تحقق في السنوات الماضية أصبح مهدداً من قبل تحديات الأمن القومي والإقليمي». وأضاف التقرير: «أن سياسة الجوار الأوروبية مع جميع آلياتها السياسية ستظل الإطار الذي يعمل من خلاله الاتحاد الأوروبي مع شركائه نحو إقامة الديموقراطية وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة وبناء الأمن». وورد في التقرير أن الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قالت: «إن الارتباط مع جيراننا له أولوية مطلقة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، كما أن سياسة الجوار الأوروبية تسمح لنا بالرد على التحديات التي تواجه شركائنا مع الحفاظ على مصالح الاتحاد الأوروبي».