أكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الذي يقوم اليوم (الأحد) بزيارة إلى اسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة لإحياء مبادرة السلام الفرنسية، أن بلاده «ترفض بحزم مقاطعة اسرائيل» التي تقوم بها حركة «بي دي أس» عبر حملات المقاطعة العالمية، مؤكداً أن فرنسا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي «تمنع فيها الدعوات إلى المقاطعة». وقال فالس في مقابلة مع إذاعة «راديو جي» اليهودية - الباريسية التي سجلها أمس في مقر رئاسة الحكومة الفرنسية قبل توجهه إلى اسرائيل، أن «تحريك عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين ضروري جداً»، موضحا أنه يدرك أن هذه المفاوضات «ستكون طويلة وشاقة». وقال فالس: «ننظم هذا المؤتمر برغبة منّا، لأننا نحتاج إلى إحياء عملية السلام، لكن أيضاً بتواضع لأننا نعرف ما كانت عليه عمليات السلام المختلفة»، وأضاف أنه بعد مؤتمر الثالث من حزيران (يونيو) الذي لن يحضره الاسرائيليون والفلسطينيون «نحتاج اجتماعاً آخر يشارك فيه الاسرائيليون والفلسطينيون، وليكن ممكناً التوصل الى السلام، يجب ان يقوموا بتنظيمه مباشرة». وذكر رئيس الوزراء بأن فرنسا «تعارض بحزم» مقاطعة اسرائيل التي تقوم بها «حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات» (بي دي اس)، مشيراً في المقابل إلى أنه «يخشى أن يؤدي حظر هذه الحركة او الحد من حقها في التعبير الى نتائج عكسية»، وأضاف أنه «يجب مكافحتها فكرياً». وقال الوزير: «أرى جيداً كيف ننتقل من المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الاسرائيلية إلى مقاطعة اسرائيل وعروضها الثقافية، ثم ننتقل بسرعة كبيرة الى معاداة الصهيونية وحتى إنكار دولة اسرائيل، ويمكن الانتقال سريعا من معاداة الصهيونية إلى معاداة السامية»، موضحاً «أن معاداة الصهيونية هي في أصلها رفض لإسرائيل، وغالباً ما تكون قناعاً لمعاداة السامية، وهو ما أندد به منذ فترة طويلة». وأكد أن «إنهاء معاداة السامية سيكون عملاً طويلاً جداً، هي مسألة جيل كامل، هذا لا يتعلق بفرنسا وحدها فالحركات المعادية للسامية موجودة في المجر وألمانيا وبلجيكا (...) معاداة السامية هي من عمل الحركات الشعبوية من اليمين المتطرف او جزء من الاسلام الراديكالي». وكان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أرولت أعلن من العاصمة البلجيكية بروكسيل الخميس الماضي أن المؤتمر الدولي الذي كان مقرراً نهاية أيار (مايو) الجاري في باريس لإحياء عملية السلام سيعقد في الثالث من حزيران (يونيو) المقبل.