يبدأ رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس مساء اليوم زيارة تستمر ثلاثة أيام لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة تهدف إلى الدفاع عن المبادرة الفرنسية لإحياء عملية السلام على رغم تشكيك إسرائيل فيها. ويصل فالس إلى الشرق الأوسط بعد أسبوع من زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك إرولت الذي شكك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمامه في «حياد» المبادرة الفرنسية. وقال المقربون من رئيس الحكومة الفرنسية إن «فالس يتوجه إلى الشرق الأوسط وهو على معرفة تامة برد الفعل الإسرائيلي، لمواصلة الحوار ومتابعة عملية الإقناع بأن هذه المبادرة الفرنسية ليست ضد الإسرائيليين، لكنها تصب في مصلحتهم». وسيبقى رئيس الوزراء الفرنسي حتى ظهر غد في تل أبيب، ثم ينتقل منها إلى القدس للقاء نتانياهو، قبل أن ينتقل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة ويزور بيت لحم، فالقدسالشرقية، وأخيراً رام الله للقاء رئيس الوزراء رامي الحمدالله. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري رحب بالجهود الفرنسية والمصرية لإحياء محادثات السلام، وقال إنه سيحضر مؤتمراً دولياً في باريس في الثالث من حزيران (يونيو) المقبل يأمل في أن يضع إطار عمل لمفاوضات جديدة. وقال كيري في مؤتمر صحافي خلال اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في بروكسيل أول من امس: «الطرفان ذاتهما يجب عليهما اتخاذ القرار في شأن التفاوض في هذا الشأن، وبوضوح سيتعين تقديم بعض التنازلات، لأن من دونها لن يكون الأمر ممكناً». وأضاف: «سأعمل مع الفرنسيين، وسأعمل مع المصريين، وسأعمل مع المجتمع العربي بنية حسنة في محاولة لأرى إذا ما كان بإمكاننا التوصل إلى طريقة لمساعدة الطرفين على رؤية سبيل للعودة» للمفاوضات. وأكد أنه سيحضر المؤتمر، وقال: «أبلغته (إرولت) أنني سأكون حاضراً». وكان كيري زار القاهرة الأربعاء لاستيضاح المزيد في شأن اقتراح طرحه الرئيس عبد الفتاح السيسي الثلثاء للتوسط في إحياء جهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي في بروكسل أول من أمس أن المؤتمر الدولي سيعقد في الثالث من حزيران كي «يتمكن الجميع من المشاركة». وقال إرولت الذي التقى كيري على هامش اجتماع حلف الأطلسي: «نحن في أزمة تثير قلقاً بالغاً. فالوضع على الأرض يشهد تدهوراً بشكل يومي». وأوضح في بيان وزعته وزارة الخارجية أن «هذا المؤتمر الذي تشارك فيه الدول الأعضاء في الرباعية ودول شريكة أوروبية وعربية، سيشكل مناسبة لتأكيد تعبئة المجتمع الدولي لصالح حل الدولتين وتحديد سبل مساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين في إعادة اكتشاف طريق السلام». وقال ديبلوماسي فرنسي إن من المهم حضور الولاياتالمتحدة، وهي حليفة رئيسة لإسرائيل. وأضاف: «يعلم الأميركيون أنه ينبغي أن يكونوا جزءاً من ذلك وان يقدموا اقتراحات مفيدة. المبادرة أشبه بالمقامرة، لكن البقاء على الوضع الحالي غير قابل للبقاء أيضاً».