لم تتأثر سوق السيارات في المغرب بالأزمة الاقتصادية المحلية والعالمية، ونمت 21 في المئة خلال النصف الأول من السنة، إذ بلغت المبيعات نحو 69 ألف سيارة جديدة، بمعدل 11 ألف سيارة شخصية شهرياً، في مقابل 58 ألفاً خلال الفترة ذاتها العام الماضي. وأشارت «جمعية مستوردي السيارات في المغرب» (إيفام) إلى أن السوق تتمتع بدينامية جاذبة، خصوصاً بعد استضافة الدارالبيضاء معرض السيارات الحديثة «أوتو إكسبو» في أيار (مايو) الماضي، حيث بلغت المبيعات نحو 50 ألف سيارة جديدة خلال بضعة أسابيع، لتصل إلى 62 ألف عربة فردية في الشهور الستة الأولى من السنة، تضاف إليها السيارات المستخدمة في مجالات أخرى. واحتلت السيارات الفرنسية المرتبة الأولى، مستفيدة من انخفاض أسعار الرسوم الجمركية التي شملت كل السلع المصنعة في أسواق الاتحاد الأوروبي، وباعت «رينو» و «بيجو» 15.5 ألف سيارة جديدة، تلتها «داسيا» ب14.5 ألف وحدة، ثم «فورد» الأميركية ب5471، و «هيونداي» و «كيا» ب3640 وحدة لكل منهما. وحققت السيارات الرباعية الدفع تقدماً ملحوظاً، وكذلك السيارات الفخمة، مثل: «مرسيدس» و «بورش» و «جاغوار» وغيرها، في حين قررت الحكومة فرض ضرائب جديدة على السيارات الكبيرة لتمويل صندوق دعم الأسر الفقيرة. واستفادت سوق السيارات من دعم النظام المصرفي الذي يُموّل الجزء الأكبر من قروض السيارات، وقدر حجم قروض الاستهلاك الشخصية بنحو 90 بليون درهم (10 بلايين دولار) خلال الأشهر الأولى من السنة، كما استفادت من ميول الشباب، خصوصاً النساء، إلى اقتناء سيارات شخصية مباشرة بعد تحصيل الشهادة أو الوظيفة. ويُعتبر تملك سيارة جديدة نوعاً من الارتقاء الاجتماعي لفئة واسعة من الشباب، ويُقدر عدد السيارات الشخصية في المغرب بنحو ثلاثة ملايين، بينما تسعى الجمعية إلى مضاعفة هذا الرقم خلال السنوات القليلة المقبلة، عبر تشجيع شراء سيارة عائلية أو فردية مع تسهيلات ملحوظة. ويُنتج المغرب نحو 150 ألف سيارة سنوياً في مصانع «رينو» و «داسيا» في طنجة، بشراكة مغربية–فرنسية بلغت بليون يورو، ويعتزم المصنع رفع إنتاجه إلى 400 ألف وحدة سنوياً خلال السنوات المقبلة.