يُنصَّب وزير النقل والاتصالات التركي بن علي يلدرم، المُقرّب من الرئيس رجب طيب أردوغان، بعد غد الأحد، زعيماً لحزب «العدالة والتنمية»، على أن يُشكّل حكومة جديدة الثلثاء المقبل، بعدما اختاره الحزب مرشحاً وحيداً لخلافة زعيمه المستقيل رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو. وقال الناطق باسم الحزب عمر شيليك لدى إعلانه نتيجة التصويت: «حزبنا سيستمر على طريق أردوغان، ولن نختلف معه ولو بمقدار ذرة»، في رسالة واضحة إلى الطاعة التامة للرئيس، وطي حقبة داود أوغلو الذي طلب منه أردوغان التنحي بعدما حاول الخروج عن أمره. وشكر يلدرم داود أوغلو على الخدمات التي قدّمها للحزب وتركيا، مشيراً إلى أن ترشيحه جاء نتيجة تشاور حوالى 800 من أبرز أعضاء الحزب، ومعتبراً أن مؤتمره بعد غد يشكّل فرصة ل «تعزيز التضامن والروابط والوحدة». وتعهد «العمل بانسجام تام مع كل الرفاق في الحزب على كل المستويات، بدءاً برئيسنا المؤسس والقائد (أردوغان)، لتحقيق أهداف تركيا العظيمة». وأضاف أنه سيزور دياربكر، أبرز مدن جنوب شرقي تركيا الذي تقطنه غالبية من الأكراد، لمعاينة موقع انفجار أوقع 16 قتيلاً الأسبوع الماضي، وتابع: «يا أمّتي لا تقلقي، سنحذف خطر الإرهاب من جدول أعمال تركيا». وتجمع يلدرم، أو «الباش مهندس»، بأردوغان علاقةُ صداقة قوية وقديمة تعود إلى حقبة ترؤس الأخير بلدية إسطنبول عام 1994، حين كان يلدرم مسؤول النقل البحري فيها. وبرع يلدرم (60 سنة) في إدارة مشاريع النقل، ويُحسب له تنفيذ مشاريع نقل ضخمة وصعبة، كما يُعرف بثرائه الذي ظهر جلياً منذ دخوله الحكم، إذ تتحدث مصادر إعلامية عن امتلاكه، من خلال أولاده الثلاثة، 7 شركات وأكثر من 20 سفينة نقل. ويُطلق عليه أردوغان لقب «صندوقي الأسود»، في إشارة إلى حفظه أسرار الرئيس التركي طيلة مسيرته السياسية. وعلى رغم أن يلدرم من مؤسّسي حزب «العدالة والتنمية»، إلا أنه ليس من التيار الإسلامي الذي أطلقه رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان، بل هو يميني من عائلة محافظة ذات جذور كردية من أرزنجان شرق تركيا. وكان قال عام 2013 إنه رفض فرصة الدراسة في جامعة البوسفور المرموقة، بعدما «شاهد صبياناً وبنات جالسين ويتحدثون معاً في الحرم الجامعي». كما اتُهِم بالتمييز بين الجنسين، بعد صورة لزوجته المحجبة تتناول الطعام وحدها، فيما يتناول يلدرم الغداء الى طاولة مجاورة مع رجال فقط. وكانت المعارضة اعتبرت أن الحزب الحاكم يبحث عن رئيس للحكومة لن يفعل شيئاً أو يقرر شيئاً، إلا بإذن من أردوغان، ما يعني عملياً إلغاء منصب رئيس الوزراء، في بلد ينصّ دستوره على أن نظامه برلماني وأن الحاكم الفعلي هو رئيس الوزراء، علماً أن واحدة من أبرز مهمات يلدرم ستتمثّل في تسريع تحويل النظام رئاسياً. ويرى كثيرون أن اختيار يلدرم سيعني ترسيخ هذا النظام، كما حاول الرئيس الراحل تورغوت أوزال أن يفعل، فهو عيّن صديقه يلدرم أك بولوت رئيساً للوزراء خلفاً له بعد تسلّمه الرئاسة. وكان بولوت أضعف أعضاء حزب «الوطن الأم» الحاكم آنذاك، ولم يشعر أحد بوجوده، فكان أوزال الحاكم الفعلي، لكن هذه الخطوة أدت إلى تفكّك الحزب واندثاره بعد وفاة الرئيس. في برلين (أ ف ب)، انتقد رئيس البرلمان الألماني نوربرت لاميرت «الطموحات السلطوية» لأردوغان، على خلفية مشروع قانون طرحه الحزب الحاكم لرفع الحصانة عن النواب المُتهمين بدعم الإرهاب، في خطوة تستهدف الأكراد.