قصفت ميليشيا الحوثيين معسكرات للجيش اليمني في محافظة مأرب، فيما صد الجيش والمقاومة هجوماً واسعاً للميليشيا شمال شرقي محافظة الجوف. ومع إصرار جماعة الحوثيين على خرق وقف النار، كشفت مصادر أن أعضاء في لجنة التهدئة يمثلون الجانب الحكومي تعرّضوا لإطلاق نار. وسيطرت حال ذعر لدى المواطنين في صنعاء ومعظم مدن اليمن نتيجة التدهور السريع لقيمة الريال، في حين اتهم وزير الخارجية عبدالملك المخلافي الانقلابيين بإهدار الاحتياط النقدي للبلد، والذي تجاوز أربعة بلايين دولار خلال سنة. واتهمت القوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للحكومة اليمنية أمس، ميليشيا جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح بمواصلة انتهاك وقف النار على أكثر من جبهة، في وقت راوحت مكانها مشاورات الكويت بين وفد الحكومة اليمنية ووفد الانقلابيين، في ظل جهود مستمرة يبذلها مبعوث الأممالمتحدة اسماعيل ولد الشيخ لتضييق هوة الخلاف بين الطرفين. في الوقت ذاته، تضاربت الأنباء حول الوضع الأمني في محافظة حضرموت (شرق)، وفيما أفاد شهود ومصادر أمنية بأن انتحارياً على دراجة نارية مفخّخة هاجم نقطة للجيش في منطقة «حلة» غرب مدينة المكلا عاصمة المحافظة، فقتل خمسة جنود وجرح أربعة، نقلت وكالة «رويترز» عن القيادة العسكرية المحلية نفيها حصول هجوم. وكان تنظيم «داعش» في اليمن تبنّى أول من أمس، هجوماً انتحارياً استهدف حشداً من المتقدّمين للالتحاق بقوات الشرطة، عند بوابة معسكر النجدة في المكلا، ما أدى إلى سقوط حوالى 70 شخصاً بين قتيل وجريح، في هجوم هو الأعنف منذ تحرير المدينة من قبضة مسلحي تنظيم «القاعدة» الشهر الماضي. إلى ذلك، أفادت مصادر المقاومة والجيش الوطني بأن قواتهما المشتركة صدت هجوماً لمسلحي الحوثيين وقوات علي صالح هو الأعنف من نوعه على معسكر «الخنجر» في مديرية «خب والشعف» شمال شرقي محافظة الجوف، استُخدِمت فيه الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وأضافت أن تلك القوات أجبرت المتمردين على التراجع وكبّدتهم خسائر ضخمة في العتاد والأرواح. وفي محافظة مأرب، أفادت مصادر حكومية بأن معسكرات الجيش ومواقعه في مديرية صرواح تعرّضت لقصف بصواريخ «كاتيوشا»، وشمل ذلك معسكر كوفل، وجبل هيلان والمخدرة. وكشفت أن أعضاء الحكومة في لجنة التهدئة تعرضوا لإطلاق نار من قبل الميليشيا أثناء وجودهم في صرواح بعد نصف ساعة على اتفاق تثبيت وقف النار. وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة على سير مشاورات الكويت أن اسماعيل ولد الشيخ واصل أمس، لقاءاته مع رئيسي الوفدين المتفاوضين، أملاً بتقريب وجهات النظر في شأن الخلاف على الملفّين السياسي والأمني. ويشترط الحوثيون تشكيل حكومة توافقية تتولى تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه في شأن سحب الميليشيات وتسليم السلاح واستعادة مؤسسات الدولة، وهو ما يرفضه الوفد الحكومي الذي يتمسك باستعادة الدولة وتسليم الأسلحة قبل أي حديث في الشأن السياسي ومشاركة الطرف الآخر في الحكومة. ويتزامن جمود المشاورات مع حال هلع لدى سكان صنعاء ومعظم المدن اليمنية، نتيجة تدهور سعر العملة (الريال) مقابل الدولار، وقفزة أسعار السلع الأساسية إلى مستويات قياسية. في هذ السياق، قال وزير الخارجية اليمني رئيس الوفد الحكومي إلى مشاورات الكويت عبدالملك المخلافي في تغريدات على حسابه في «تويتر»، إن «إهدار الحوثيين وحزب علي صالح الموارد والاحتياط النقدي، يهدّد اليمن بكارثة ما لم ينتهِ الانقلاب». وزاد: «لم يتبقَّ من الاحتياط النقدي إلا 100 مليون دولار والوديعة السعودية (بليون دولار)... خلال عام أهدر الانقلابيون احتياط البلاد الذي تجاوز أربعة بلايين دولار». واعتبر ذلك «أسوأ فساد في العالم». وقال المخلافي: «يشترط الانقلابيون ويحاولون الحصول على مكافأة بتشكيل حكومة ثمناً لما تسببوا به من دمار في البلاد، بما فيه الدمار الاقتصادي من دون إنهاء الانقلاب وآثاره، ويعيدون رواية وقائع ما جرى من دون ذكر ما قاموا به بقدرة عجيبة على إنكار الواقع وتزييف الحقائق، وكأن القوى الأخرى هي من اعتدى عليهم وأنهم من تعرض للظلم».