شن انتحاريو «داعش» هجوماً على قضاء أبو غريب، غرب بغداد، وفجروا مصنعاً للغاز، وذلك في ثالث هجوم على هذه المنطقة القريبة من مدينة الفلوجة، حيث يحكم التنظيم السيطرة منذ عامين وتشكل عقدة أمام قوات الأمن. وتجدّدت المخاوف من سعي التنظيم إلى السيطرة على الجزء الغربي من العاصمة لتشتيت جهود آلاف المقاتلين من الجيش و «الحشد الشعبي» الذين يحاصرون الفلوجة منذ شهور، وألقى هجوم أمس الشك في تصريحات قادة القوات المسلحة عن إحكام سيطرتهم على حزام بغداد. وأعلنت «قيادة عمليات بغداد» أمس إحباط محاولة «داعش» السيطرة على معمل غاز التاجي (على بعد 20 كيلومتراً من بغداد)، وأوضحت أن 6 انتحاريين هاجموا المصنع وفجروا عدداً من خزانات الغاز، ما أدى إلى نشوب حريق في ثلاث منها. وقالت مصادر أمنية إن الهجوم أسفر عن «قتل وأصابة أكثر من 30 شخصاً بينهم عناصر من حرس المصنع وموظفون كانوا داخله». وأعلن «الحشد الشعبي» في بيان مقتضب مشاركته في صد الهجوم على أبو غريب، موضحاً أن قواته «منعت داعش من السيطرة على المصنع وانتشرت في المنطقة لفرض الأمن». وحمّل محافظ بغداد علي التميمي وزارة الداخلية مسؤولية وقوع الهجوم، وقال إن «قوات حماية المنشآت تجاهلت تأمين المصنع الذي يقع في منطقة ساخنة وغالباً ما يتعرض لهجمات إرهابية». ويعتبر هجوم أمس الثالث الذي يشنه التنظيم على «أبو غريب» بعد هجوم واسع في أواخر شباط (فبراير) الماضي استهدف مخزناً للحبوب، والهجوم الذي شنه مطلع الشهر الجاري واستهدف مراكز الشرطة في المنطقة. وقال أحمد الجميلي، وهو أحد شيوخ عشائر الفلوجة يقيم حالياً في بغداد ل «الحياة» إن «هجوم الأمس يفند الموقف الأميركي في تأجيل تحرير الفلوجة التي قدم منها المسلحون». وكان الناطق باسم «التحالف الدولي» الكولونيل ستيف ورن قال أول من أمس إن «دحر المتشددين من الفلوجة ليست له أهمية عسكرية حالياً والأولوية لدحرهم من الموصل»، وأقر بأن «قوات الأمن العراقية والتحالف يواجهان عقدة في الفلوجة». وأضاف الجميلي أن «تكرار الهجمات على أبو غريب يعزّز الشكوك في تصريحات المسؤولين وقادة الأمن عن إطباق الحصار على الفلوجة وإحكام السيطرة على مناطق حزام بغداد»، وزاد أن «المدينة مرتبطة بالعاصمة بطرق زراعية وعرة يصعب على الجيش تأمينها». ويسعى التنظيم إلى السيطرة على قضاء أبو غريب، وحاول إغراق المنطقة بالمياه بإغلاقه بوابات سد الفلوجة عام 2014، كما فجر جسوراً إستراتيجية تربط القضاء بمركز العاصمة العام الماضي. وعاد إلى مهاجمة حزام بغداد، وسط تحذيرات من خلايا نائمة بدأ إيقاظها مستغلاً الفوضى السياسية التي تضرب البلاد منذ 30 من الشهر الماضي وأعلن وقتها تنفيذ «غزوة أبو علي الأنباري» في مناطق متفرقة. إلى ذلك، أعلنت «قيادة علميات الجزيرة والبادية» أمس أن أفواجاً من قواتها، بمشاركة مقاتلي العشائر نفذت عملية لتطهير منطقة الغراف وقرى ضفاف نهر الفرات الفاصلة بين الحدود الإدارية لقضاء حديثة وناحية البغدادي، غرب الرمادي. وأضافت أن «وحدات قتالية أخرى شرعت بتنفيذ هجوم لتحرير جزيرة هيت».