اعتزل كرة القدم عام 1984 بعد أن سجل مع ناديه الأهلي السعودي، والإسماعيلي المصري، والمنتخب السعودي، عدداً كبيراً من الأهداف تجاوزت 250 هدفاً، أمين دابو بعد غياب عن وسائل الإعلام لفترات متقطعة تمكنت «الحياة» من زيارته وأجرت معه هذا الحوار الصحافي للحديث عن تتويج فريق أهلي جدة ببطولة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين بعد غياب دام أكثر من 30 عاماً، حينما كان آخر جيل حقق لقب بطولة الدوري السعودي الممتاز قبل اعتزال دابو، الذي مثل الأهلي لاعباً ومدرباً سابقاً، وخدم الكرة السعودية كثيراً، ويملك تاريخاً حافلاً بالبطولات والإنجازات، وتم تلقيبه ب«الثعلب»، نظراً إلى تميزه في الملعب وأهدافه الماكرة في شباك الخصوم. أمين دابو ضيف «الحياة» حقق شهرة واسعة في الملاعب المصرية قبل أن يرحل في تجربة احترافية إلى النادي الأهلي السعودي عام 1976، ومن ثم تم منحه الجنسية السعودية، وهو من أصول سنغالية، إذ جاء وافداً إلى مصر في بداية السبعينات الميلادية، ولعب لنادي الإسماعيلي عام 1972، ليحط رحاله لاعباً في الكرة السعودية ليكون نجماً وأسطورة سعودية لن تنساه ملاعب كرة القدم بالسعودية. في الحوار التالي قدم أمين دابو رأيه في الجهاز الفني لفريق الأهلي الحالي بقيادة السويسري كريستيان غروس، وفي عناصر فريق الأهلي المتوج بلقب دوري المحترفين السعودي 2016 المحلية أو الأجنبية، إلى جانب حديثه عن رموز الأهلي وعلى رأسهم الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز، وإدارة النادي الأهلي الحالية، التي حققت الرقم الصعب بعمل تراكمي لسنوات طويلة من البناء، وكشف عن تفاصيل أخرى كما في الآتي: أين أمين دابو؟ - في منزلي بشكل دائم لا أفضل الخروج المتكرر ويزورني بشكل شبه يومي الأصدقاء والأحبة لمتابعة مباريات كرة القدم السعودية أو الاستمتاع بمواجهات الأندية الأوربية، ومتابع أيضاً لكل الأحداث الرياضية في الصحف اليومية، التي ما زلت أحرص على قرأتها. بعد ثلاثة عقود.. عاد الأهلي إلى تحقيق الدوري.. كيف وجدت ذلك؟ - الحمد لله، الدوري عاد إلى النادي الأهلي بجدارة واستحقاق، والكبير يبقى كبيراً، ففريق الأهلي تعود على البطولات في حقبة من الزمن، وبطولة الدوري حتى وإن عاندت الأهلي سنوات طويلة إلا أنه فريق غير سهل وكبير وتمكن من كسر هذه العقدة ولله الحمد، وبصراحة اعتقد في فترات سابقة من الزمن كانت من أولوياتنا أو أولويات جميع الأندية السعودية هي بطولة كأس جلالة الملك وكنا متسيدين تلك البطولة وبطولة الدوري لم تكن بحجم أهمية تلك البطولة، ولكن نحن الآن في زمن غير، وكل البطولات باتت مهمة، والدوري تحقيقه الآن قد يكون أمراً مهماً جداً، هو أن يدخل اللاعبون الموسم المقبل بعيداً عن أي ضغوط، لذلك سيعود جيل الأهلي الذهبي بحول الله، وبطولة الدوري هم كبير وانزاح، ونشكر جميع اللاعبين على عملهم وجهودهم، ومجلس إدارة ومدرب الفريق، وجهازه الفني ورئيس أعضاء الشرف، ومساعد الزويهري، وطارق كيال. تؤيد استمرار المدرب غروس؟ - نعم، فهو مدرب قدير ومميز وتمكن من التعرف على الفريق بشكل جميل وأيضاً التعرف على إيجابيات وسلبيات الأندية السعودية والمنافسات والاستحقاقات المحلية، لذلك استمراره أمر ضروري، لأنه أيضاً عرف إمكانات لاعبي الفريق وعرف كيف يوظفهم في جميع المراكز، وجعل للأهلي هيبة قوية ومخيفة لجميع الأندية السعودية، وبطولة الدوري تحققت بعد فضل الله وتوفيقه ثم بجهود لاعبي الفريق وبفكر غروس الفني الرائع، وبصراحة ذكرني بأيام ديدي وسانتانا المدربان العملاقان اللذان دربا الأهلي في وقت سابق، وأتمنى أن تبقي إدارة الأهلي على غروس مواسم عدة، وليس الموسم المقبل فقط، فمنذ أن حضر غروس للأهلي قدم لاعبين جيدين للأهلي، وقدم لمسة فنية جديدة ومختلفة للفريق، وأنا شخصياً معجب بأشياء كثيرة عملها، وكنت ضد بعض جماهير الأهلي الذين طالبوا بإقالته بعد هزيمة نجران، أعتقد أن غروس من أفضل المدربين الذين مروا على الأهلي، ومن الممكن أن يحقق إنجازات، مثل ديدي وسنتانا، فرصة لو حقق كأس الملك يعيد ذكريات بطل الدوري والكأس. عناصر الفريق المحلية كيف تقيمهم؟ - أعتقد أن الفريق يملك عناصر محلية مميزة وخدمت الفريق فنياً بشكل كبير، ليس في هذا الموسم فقط بل في المواسم الماضية، وبصراحة فريق الموسم الحالي تمكنت من حفظ جميع أسماء الفريق بما فيهم الموجودين في دكة الاحتياط، وذلك لإعجابي الشديد بإمكانات جميع عناصر الفريق بداية بحراسة المرمى أو خطوط الدفاع والوسط والهجوم، وشخصياً أعرف أكثر من لاعب بشكل شخصي واعتقد أنه بعضهم مازال لديهم الكثير ليقدمه مع الأهلي، وأتمنى أن يمنح المدافع محمد آل فتيل الفرصة للعب في مركز المحور الدفاعي لأنني أعتقد أنه سينجح ويكون له شأن كبير في هذا المركز، أما وليد باخشوين أعرفه تماماً ودربته في براعم نادي الاتحاد وأعتقد أنه لاعب جيد. ماذا عن المحترفين الأجانب؟ - أجانب الأهلي هذا الموسم جميعهم مميزين، فمحمد عبدالشافي لاعب مميز يلعب للاستمتاع بالكرة لذلك هو ناجح فنياً وتكتيكياً، وبالنسبة إلى المهاجم عمر السومة فالأهلي كسب لاعباً من الوزن الثقيل والمميز جداً، ماركينهو حضر متأخراً وأعتقد أنه لن يخدم الأهلي كثيراً، أما اليوناني فيتفا فهو لاعب مميز، فحينما أخذ الفرصة الكافية وأنسجم مع بقية عناصر الفريق قدم مستويات جميلة وخدم الفريق كثيراً في معظم مبارياته الأخيرة. آخر بطولة تحققت ما هي أبرز ذكرياتها؟ - أتحدث عن 32 عاماً تقريباً وكان عندنا فترة صعبة من مباراة النهضة والتعادل السلبي حينها ومدربنا سانتانا كان جديداً والدور الأول نتائجه متذبذبة، والدور الثاني كسبنا معظم المباريات وأخذنا لقب الدوري ومهر البطولة التركيز على كل المباريات ومازال تيشرت تلك المباراة محتفظ به إلى الآن، وسأطلب تيشرت الموسم الحالي من الإدارة الحالية لأعيد ذكريات 32 سنة حتى وإن طالت لكن الحمد لله تحقق اللقب، والشيء الذي لا يمكن أن أنساه أهزوجة جماهير الأهلي «ما في اعتزال يا دابو» بعد استماعهم بأنها المباراة الأخيرة لي، وهذه باختصار تقريباً أبرز الذكريات التي أتذكرها نوعاً ما، والحكايات كثيرة طبعاًَ. رموز لا تنساها؟ - أسماء عدة على رأسهم الأمير عبدالله الفيصل، رحمه الله، والأمير محمد بن عبدالله الفيصل، رحمه الله، والأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز، والأمير عبدالله بن فيصل بن تركي، والأمير بدر بن فهد، والأمير منصور بن فيصل، والأمير منصور بن مشعل، والأمير فهد بن خالد، والأمير تركي بن عبدالله، والأمير سلطان بن عبدالله، أسماء لن أنساها وغيرهم الكثير كان حضورهم كبيراً، ونحن من أول الأندية السعودية، التي كان يحضر لدعمها أكثر من 12 أو 14 أمير موجودين في التدريبات والمباريات، وهو موضوع معنوي مهم لنا باعتبارنا لاعبين، فالأهلي تاريخ وبطولات وإنجازات ورجالته كثير خدموا ناديهم ووقفوا معه في سنوات طويلة ومن المستحيل نسيانهم جميعهم بدون أي استثناء، وعشنا معهم ذكريات جميلة أيضاً. * ماذا تقول بعد تحقيق دوري عبداللطيف جميل؟ - كنت أتمنى أن يحقق الأهلي البطولة، وصحيح أنه حقق بطولات كؤوس سابقاً، ولكن بطولة الدوري لها شعور لا يوصف وأتذكر آخر بطولة دوري حققناها، وأعتقد أن جماهير الأهلي والمسؤولين يستحقون هذا اللقب ويستحقون أن يفرحوا ويكتبوا اسم ناديهم بحروف من ذهب من جديد في تاريخ الكرة السعودية، والحمد لله على الذهب فالأهلي لا يعرف غيره، تاريخه مشرف وابتعاده عن بطولة الدوري أمر غير محبب لجميع محبيه، واليوم الجميع يفرح ومن حقه أن يكون سعيداً بهذا اللقب الذي تحقق بجهود أعوام عدة.