رغم أن الفارق بين فترتيهما مع أهلي جدة يفصل بينهما عدد سنوات لا يقل عن ثلاثين عاماً، إلا أن الكثير من أوجه التشابه بين البرازيلي الراحل تيلي سانتانا والسويسري كريستيان غروس تبدو واضحة للعيان بعد تحقيق الأخير لقب بطولة الدوري. وبالرغم من كون سانتانا "الرومانسي الأخير في كرة القدم البرازيلية" يعتبر أحد أبرز المدربين في تاريخ السامبا إلا انه لم يستلم أي مهمة تدريبية خارج البرازيل إلا مع الأهلي، وهي تجربته الوحيدة خارج بلاده. وكلاعب لم يحصل على فرصة تمثيل منتخب البرازيل الأول، بينما بقميص منتخب البرازيل الاحتياطي، وكلاعب أمضى جزء كبير من مشواره بقميص فلومنينزي البرازيلي الذي مثله في الخمسينيات من القرن الماضي. وفي المقابل، كان كريستيان غروس أفضل حظاً من سابقه، لعب في فرق سويسرية وخاض تجربة مدة عامين مع بوخوم الألماني مطلع الثمانينات الميلادية، وفي المقابل لعب مباراة واحدة لمصلحة منتخب بلاده في العام 1978. حضر سانتانا إلى الأهلي وهو أصغر بثمان سنوات من غروس، وحينها كان عمره 52 عاماً، وانهى للتو مغامرته التاريخية مع منتخب البرازيل بقيادة سقراط وزيكو في مونديال 1982. في موسمه الأول كان فريقه في منتصف الترتيب، لكنه افتتح بطولاته مع الأهلي بكأس الملك على حساب الاتفاق بفضل هدف الراحل أحمد الصغير. أما غروس فكان حاله أفضل، خسر المنافسة مع النصر في الجولة قبل الأخيرة من نهاية الدوري بسبب التعادل أمام التعاون ليفقد فرصة اللقب رغم خلو سجله من الخسارة، وبطولته الاولى كانت كأس ولي العهد على حساب الهلال بهدفي عمر السومة ومعتز هوساوي. وفي الموسم الثاني خطف تيلي سانتانا اللقب بعد منافسة شرسة مع غريمه الاتحاد، أما غروس فحقق البطولة قبل جولتين من النهاية مستفيداً من فوزه على الهلال 3-1 أواخر الشهر الماضي. واليوم، لم يبق من سانتانا غير ذكرياته بعد أن رحل عن الدنيا قبل 10 أعوام، أما غروس فقد يترك الأهلي ويبحث عن مغامرة جديدة، وفي كلا الحالتين يحفظ الأهلاويون لهما الكثير من الذكريات الجميلة، وكرة القدم الماتعة التي قدماها، وبالطبع بطولتي الدوري.