مع بواكير تطبيق الاحتراف في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي برزت أسماء للاعبين كانوا يومها يملؤون الأسماع، ويخطفون الأبصار، ويسرقون الأفئدة، ولذلك ظلت عدسات المصورين لا ترمش لها عين بوجودهم، وأقلام الصحفيين لا تفتأ تسجل سكناتهم قبل حركاتهم، حتى إذا ما أعلنوا مغادرة المستطيل الأخضر راغبين أو مرغمين، أغمضت الكاميرات عيونها، وجففت الأقلام حبرها، فباتوا نسياً منسياً، حتى كأنهم ما ركضوا في ملعب، ولا زخَّت أجسادهم بقطرة عرق، وما سجل لهم التاريخ لحظة أنهم كانوا هنا، وهو الجحود بعينه، والنكران بكل معانيه. و»دنيا الرياضة» إذ تستشعر المسؤولية تجاه هؤلاء اللاعبين تأخذ على عاتقها إعادتهم إلى دائرة الضوء في هذه الزاوية، لتعبر من خلالها عن الوفاء لما قدموه، وضيفها اليوم لاعب وسط الأهلي السابق عبدالله الرشود. * أين أنت الآن عن الوسط الرياضي؟ ربما أكون بعيدا عن الأندية ولكني موجود ومتابع لجميع الأحداث الرياضية بما فيها عشق النادي الأهلي، النادي الذي انطلقت مسيرتي من خلاله. * حدثنا عن محيطك وبرنامجك اليومي؟. ربما يكون برنامجي اعتياديا فتجدني ما بين المنزل مع أسرتي إلى المكتب لممارسة عملي وآخر الاسبوع تجدني برفقة الزملاء، لدي لله الحمد خمسة أبناء ثلاث بنات وولدان هم أضواء وإبراهيم ونواف ونوف وريما، وهم كل حياتي. * ما أجمل ذكرياتك خلال مسيرتك الرياضية؟ جميع مشاركاتي مع (فرقة الرعب) والمنتخب السعودي جميلة، فهي ذكريات أتشرف بها، أي لاعب دائما تجده يتذكر مسيرته الكروية ويستمتع بها. *من تتذكر من زملائك من لاعبي الأهلي آنذاك؟. جميعهم وبلا استثناء. * مَن مِن أصدقائك اللاعبون في الأهلي ممن لا تزال على تواصل معهم؟. الكثير، فنحن على تواصل دائم ومستمر، فعلى سبيل المثال أتواصل مع أمين دابو وحسام وباسم أبوداود ويوسف عنبر وطلال صبحي وبندر سرور وصمدو وطارق مختار وخالد أبوراس. الرشود بشعار الأهلي * هل تجتمع معهم بين فترة وأخرى؟. هناك شهرية بيننا نحن قدامى اللاعبين، نلتقي ونتبادل الحديث الودي والرياضي والاجتماعي. * هل أنت الآن متابع لفريقك الأهلي؟. نعم أنا متابع جيد، فالأهلي يجري في دمي وكيف أتخلى عن متابعته، هو النادي الذي تعلمنا في عشقه أن نكون أوفياء وصادقين معه في أفراحه وأتراحه. *ما الفرق بين أهلي زمان والأهلي الحالي؟. الفرق الذي بين الجيل الحالي والجيل السابق هو دخول عالم الاحتراف في كرة القدم السعودية، ففي السابق كان جيلنا يزخر بالمواهب الكروية والنجوم، تجدنا نلعب عشقا في الكيان والشعار الذي نرتديه، أما الوقت الحالي فالمادة دخلت في كرة القدم بقوة؛ اللاعب تجد همه الأول الحصول على مقدم العقود والملايين. * كنت لاعبا جماهيريا. حدثنا عن بدايتك وتطور علاقتك بجماهير الأهلي؟. كنت أعمل في السلك العسكري من خلال الحرس الوطني وبعد ذلك التحقت بالنادي الأهلي لاعب كرة قدم، وبدأت مسيرتي الكروية التي كما ذكرت لك أعتز بها وأتشرف بأني كنت أحد أعضاء (فرقة الرعب) وأعتز كثيرا بحب الجماهير الأهلاوية. عبد الله الرشود * من المدرب الذي ما تزال تحتفظ بذكرياتك الجميلة معه؟. حظي النادي الأهلي بمدربين عالميين أشرفوا عليه فنيا كديدي وفليب سكولاري وتلي سانتانا المدرب البرازيلي العالمي الراحل، ذكرياتي مع سانتانا كبيرة فهو مدرب كان يعرف من أين تؤكل الكتف، وقد ساهم في العديد من الإنجازات والبطولات التي سجلت باسم النادي الأهلي، ذكرياتي معه جميلة وربما يشيد كل زملائي اللاعبين آنذاك بسانتانا. * صف لنا تجربتك في كرة قدم، ما الذي استفدته وماذا خسرت؟. تجربتي كانت ممتعة واستفدت حب الجماهير الرياضية ولله الحمد، وهذا شرف أعتز به دائما وأبدا، ولكني خسرت فرصا عدة، وربما وظيفتي كانت أبرز ما خسرت بسبب لعبة كرة القدم واتجاهي لها، والحمدالله على كل شيء. * أي البطولات الاهلاوية تركت أثرا في نفسك لا تزال تتذكرها وتتحسر عليها مع الجيل الحالي؟. بطولاتنا كانت كثيرة وأدعو الله أن يعيد لاعبو الأهلي الحاليون أمجاد فريقهم البطولية، وربما بطولة الدوري هي ما أتحسر حاليا عليها، ولكنني متفائل جدا بعودة النادي الأهلي وسيطرته عليها من جديد، فالأهلي ناد كبير، والكبير لا بد أن يعود لوضعه الطبيعي مهما حصلت له ظروف أو غيرها. مواهب زمان تحترق ولاعبو الفلوس أضروا الكرة السعودية * متى كانت آخر مشاركاتك مع الأهلي؟. أمام فريق الاتحاد. * من اللاعب الذي كنت تشكل معه تفاهما داخل الملعب؟. زملائي لاعبو الأهلي آنذاك كلهم نجوم خدموا الرياضة السعودية، ولكني كنت أجد نفسي مع أمين دابو وبندر سرور وحسام أبو داود، كانوا نجوما متميزين. * من هم نجوم الكرة السعودية الذين يصعب تكرارهم برأيك؟. الكرة السعودية زخرت بنجوم كثيرة ولكن مثل المهاجم ماجد عبدالله من الصعب تكراره، فماجد كان يلعب كرة قدم ممتعة ويعرف الطريق الى المرمى جيدا؛ لذلك لا أتوقع أن يتكرر في تاريخ الرياضة السعودية نجما بحجم «السهم الملتهب» ماجد عبدالله الذي أتمنى له التوفيق حاليا في حياته الخاصة. * برأيك هل طور الاحتراف الكرة السعودية؟. من يشاهد نتائج المنتخب السعودي حاليا يؤكد بأن الاحتراف لم يخدمنا جيدا، وهي فرصة أجدها بأن أتمنى التوفيق ل (الأخضر) في مشواره الحالي وأن يعود كما عرفناه سيدا لأكبر قارات العالم. * هل تتفق بأن المبالغ الكبيرة التي يأخذها لاعب في بداية مشواره تقتل طموحه لاعبا؟. لا أتفق مع ذلك؛ لأن اللاعب الذي يمتلك موهبة ويكون منضبطا لابد له أن ينجح ويبرز لو اهتم في مسيرته الكروية. تيلي سانتانا يحتفل مع الأهلاويين بدرع الدوري 1405 * ما رأيك بما يقدمه الأهلي هذا الموسم من مستويات رائعة؟. الأهلي يعتبر أفضل من السنوات السابقة، ويحتاج فقط إلى تعزيز بعض المراكز بلاعبين مميزين لتكتمل شخصية البطل ويعود كما عرفناه «فرقة الرعب». * هل أنت مقتنع بأداء الفريق بشكل عام أم بالنتائج فقط؟. قد أكون مقتنعا فعلا بالنتائج، ولكن الأداء يحتاج إلى تطوير أكثر. * تنتظر المنتخب السعودي مباراة مهمة ومصيرية أمام أستراليا في التصفيات المؤهلة للتصفيات النهائية لكأس العالم 2014 كيف تنظر لهذه المواجهة؟. ستكون مواجهة مصيرية متروك أمرها لما يقدمه اللاعبون خلال دقائق اللقاء ال 90، لاعبونا قادرون على إسعاد الجمهور السعودي وخطف بطاقة التأهل المونديالية إلى كأس العالم من العاصمة الأسترالية مباراة الحكم السكران ستظل في ذاكرتي!! أي المباريات التي تركت فيك جرحا؟ وأي البطولات التي تأسفت على خسارتها؟. مباراة المنتخب السعودي والمنتخب الإماراتي والتي كان قادها الحكم الأردني السكران، فتلك المباراة لا تزال في ذاكرتي وأندم كثيرا على خسارتها. * ما المباراة التي لا تزال تتذكرها ذكرى جميلة؟. المباراة التي لن أنساها أبدا أمام الاتحاد حين كسبناها بنتيجة 52، كانت مباراة جميلة ومثيرة خاصة وأنها(دربي) المنطقة الغربية والجميع يعرف المنافسة التاريخية بين الفريقين لذلك أتذكرها دائما.