التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الخرطوم أمس، الرئيس عمر البشير، وأجرى معه محادثات ركزت على تسريع عملية السلام في دارفور التي ترعاها الدوحة، وتوسيع الاستثمارات القطرية في السودان، كما اعلن أمير قطر وضع وديعة بقيمة بليون دولار في المصرف المركزي السوداني. وغادر الشيخ تميم الخرطوم بعد اختتام زيارة رسمية دامت لساعات أجرى خلالها محادثات مغلقة مع البشير، قبل أن ينضم إليهما وزراء من الجانبين. وقال وزير الخارجية القطري خالد العطية في مؤتمر صحافي: «إن محادثات الشيخ تميم والبشير ناقشت الدور القطري في عملية السلام في دارفور، وتعزيز الاستثمارات القطرية في السودان التي تشمل مجالات الزراعة والعقارات والاستثمار والتعدين، إلى جانب التنسيق في شأن التطورات الإقليمية والدولية». أما وزير الخارجية السوداني علي كرتي فقال: «إن الدوحة تنشئ قرًى نموذجية في دارفور وسيستمر دورها في عملية السلام في الإقليم المضطرب»، معتبراً زيارة الشيخ تميم دعماً للخرطوم التي تتعرض لضغوط من أطراف إقليمية ودولية. ونفى بشدة مساندة السودان أياً من دول الخليج في الخلاف بينها، مؤكداً أن الخرطوم لم يصلها أي طلب من أي طرف للوقوف معه «لأننا لسنا في طرف أو محور ضد محور آخر». وقال وزير المال السوداني بدر الدين محمود: «إن أمير قطر أمر بمنح الخرطوم وديعة بقيمة بليون دولار لدعم الاقتصاد السوداني، كما أمر بتوسيع الاستثمارات القطرية في السودان». على صعيد آخر، أعلن المسؤول السياسي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان مصطفى عثمان إسماعيل، أن البشير سيدعو زعماء القوى السياسية للقاء تشاوري الأحد المقبل لمناقشة مقترحات في شأن آلية الحوار الوطني وتحديد موعده. من جهة أخرى، يزور الخرطوم السبت المقبل، رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، بدعوة من البشير. ويُنتظر أن تركز الزيارة الأولى لسلفاكير إلى الخرطوم بعد تفجر الأحداث في بلاده في منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي على الملفات العالقة بين البلدين، وأبرزها النزاع على منطقة أبيي وترسيم الحدود وفتح المعابر وتحديد خط الصفر الفاصل بينهما ونشر مراقبين في المنطقة العازلة بين الدولتين. إلى ذلك، علّقت الوساطة الأفريقية جولة المحادثات التي بدأت قبل أيام بين حكومة جنوب السودان والمتمردين بقيادة رياك مشار في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بعد إصرار الحكومة على عدم إشراك المعارضين السبعة المفرج عنهم أخيراً باعتبار أنهم لا يمثلون أي تيار في البلاد.