«في فمي لؤلؤة» رواية للشاعرة الإماراتية ميسون صقر صدرت عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة، وهي روايتها الثانية بعد «ريحانة»، وبعد عشرة دواوين شعرية، ومعارض تشكيلية عدة. تتناول الرواية عالم صيد اللؤلؤ وحياة الغواصين على مراكب الصيد، وتسلط الضوء على المفارقة ما بين بريق اللؤلؤ الذي يشع من أعناق الأثرياء والمشاهير وما بين ظلمة المغاصات وبؤس حياة جالبي الجواهر النفيسة. لا تكتفي الرواية بحياة البحر لتوثق تواريخ الغوص وطقوسه فقط، بل تقدم بانوراما كاملة لحياة الإمارات في تلك الحقبة في خيوط سرد متوازية، فتتنقل بين الحصون ومزارع الإبل ومناطق البدو ومدن الصيد وخيام الغواصين وجبال الشحوح، وتحتفي بخصوصية كل مجموعة، وتقدم بين ثنايا القصة المتخيلة شخصيات وأحداثاً من الواقع تصل إلى حد التأريخ في بعض المواضع. الرواية لا تتحرك فقط في المكان ولكن بالتوازي تقدم عالماً معاصراً في الزمن الحالي لفتاة من الإمارات تدرس وتعيش في القاهرة وتسافر إلى وطنها من أجل بحث يفتح لها آفاقاً وعوالم يتداخل فيها الواقعي بالأسطوري والحقيقي بالخيالي، وتنفتح على رسائل ووثائق لرحالة ومستشرقين تضيء مرحلة مهمة من تاريخ الخليج وأطماع الدول الاستعمارية فيه. وتسافر إحدى البطلات في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى عوالم الهند الأسطورية لتعرفنا بمدن يعيش فيها عرب وأبناء عرب تزوجوا من هنديات، وبين تمرد البطلة المعاصرة على حياتها وتمرد بطلات من زمن مضى تقف الرواية على محك الإرادة في صراعها مع الواقع الاجتماعي والسياسي، لترصد لنا ملامح تلك المدن وهي على عتبة الخروج من عصر اللؤلؤ إلى عصر الزيت، حيث لا تجد الأحلام الوادعة مكاناً لها، وحيث تصبح أشياء كثيرة غير ذات قيمة في العالم الجديد.