استقرت أسعار النفط اليوم (الأربعاء)، بعد تراجعها على مدى يومين متتاليين، بسبب مخاوف من أن يؤدي تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع الإنتاج في الشرق الأوسط إلى زيادة تخمة المعروض العالمي. وبحلول الساعة 07.03 بتوقيت غرينتش، جرى تداول خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة عند 45.02 دولار للبرميل، بزيادة خمسة سنتات عن التسوية السابقة. وارتفع الخام الأميركي 11 سنتاً إلى 43.76 دولار للبرميل. وفي حين أتى استقرار الأسعار بعد جلستين متتاليتين هبط فيهما برنت بنحو سبعة في المئة، تراجع خام غرب تكساس الوسيط خمسة في المئة تقريباً مقارنة مع مستوياتهما في نهاية نيسان (أبريل)، بسبب زيادة الإنتاج في الشرق الأوسط وظهور مؤشرات جديدة إلى التباطؤ الاقتصادي في آسيا. وتراجع إنتاج النفط الأميركي من الذروة التي بلغها في الصيف الماضي عند 9.6 مليون برميل يومياً، إلى نحو 8.9 مليون برميل يومياً حالياً، بما أدى الى أكبر موجة إفلاس تشهدها الشركات الأميركية في تاريخها. وعلى رغم تراجع الإنتاج، ارتفعت مخزونات الخام الأميركي بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً في الأسبوع المنتهي يوم 29 نيسان، إلى 539.7 مليون برميل وفقاً لبيانات معهد البترول الأميركي، وهو ما يكفي لتلبية الطلب العالمي لأسبوع تقريباً. لكن الطلب القوي على المنتجات المكررة خفض مخزونات الوقود والديزل وزيت التدفئة. من جهة ثانية، قالت شركة رويال داتش شل إنها تخطط لخفض الإنفاق في عام 2016، بنحو عشرة في المئة إلى 30 بليون دولار، بسبب هبوط أسعار النفط بعدما أعلنت نتائج أفضل من المتوقع للربع الأول من العام. وفي أول نتائج تعلنها رويال داتش شل منذ استحواذها على مجموعة بي.جي مقابل 54 بليون دولار في 15 شباط (فبراير)، قالت الشركة البريطانية الهولندية إنها حققت صافي ربح بلغ 1.55 مليار دولار، في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى ربح قدره 1.04 مليار دولار. وقال الرئيس التنفيذي للشركة بن فان بوردن: "نواصل خفض مستويات إنفاقنا وانتهاز فرص (خفض) التكلفة وإدارة الإطار المالي، في ظل المناخ الحالي لتدنّي أسعار النفط". وأضاف: "في ضوء ذلك كله، تتّجه الاستثمارات الرأسمالية في 2016 بوضوح نحو 30 بليون دولار، مقارنة بالتقديرات السابقة البالغة 33 بليون دولار وبما يقل حوالى 36 في المئة عن إجمالي استثمارات شل وبي.جي في 2014".