واصلت أسعار النفط صعودها فوق 35 دولاراً للبرميل أمس بعدما قفزت سبعة في المئة في الجلسة السابقة بدعم من تراجع الدولار الذي طغى تأثيره على تخمة المعروض وارتفاع المخزون الأميركي إلى مستوى قياسي. وزاد سعر الخام أيضاً في وقت يبدو أن وزير النفط الفنزويلي يحظى بدعم مزيد من أعضاء «أوبك» والمنتجين المستقلين لعقد اجتماع. وأظهر تقرير حكومي أميركي أن مخزون الخام في الولاياتالمتحدة قفز 7.8 مليون برميل في الأسبوع الماضي إلى مستوى قياسي بلغ 502.7 مليون برميل. وزاد سعر خام «برنت» 35 سنتاً إلى 35.39 دولار للبرميل، وارتفع سعره 30 في المئة من أدنى مستوياته منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2003 الذي سجله في 20 كانون الثاني (يناير) حين بلغ 27.10 دولار للبرميل. وزاد الخام الأميركي 40 سنتاً إلى 32.68 دولار للبرميل. ونقل موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا) عن وزير النفط الفنزويلي إيولوخيو ديل بينو، قوله إن ست دول من بينها إيران والعراق العضوان في «أوبك» إلى جانب روسيا وسلطنة عمان تؤيد عقد اجتماع بين المنتجين. ومن الدوحة قال ديل بينو بعد اجتماع مع نظيره القطري، محمد السادة، إن اللقاء كان «جيداً ومثمراً». وتتولى قطر حالياً رئاسة «منظمة البلدان المصدرة للنفط». وتدعو فنزويلا إلى عقد اجتماع طارئ لمنتجي النفط لبحث الخطوات اللازمة لدعم الأسعار. وزار ديل بينو طهران أول من أمس بعدما زار موسكو في وقت سابق ومن المقرر أن يزور الرياض لإجراء مزيد من المحادثات. وأكد وزير النفط الإيراني، بيغن زنغنه، بعد لقاء نظيره الفنزويلي في طهران، أن إيران «تدعم الجهود» التي تقوم بها فنزويلا. إلى ذلك، أعلنت «رويال داتش شل»، أكبر شركة نفط أوروبية، أمس، تحقيق أدنى أرباحها السنوية في ما لا يقل عن 13 سنة مع تضرر الأرباح من هبوط أسعار النفط. وأشارت «شل» التي وافق مساهموها الأسبوع الماضي على استحواذها على منافستها «بي جي»، إلى أن أرباح 2015 هبطت 87 في المئة على أساس سنوي إلى 1.94 بليون دولار بما يتوافق مع توقعات المحللين. وهبطت أرباح الشركة على أساس الكلفة الحالية للإمدادات مع استبعاد بنود محددة في الربع الأخير بنسبة 44 في المئة إلى 1.83 بليون دولار. وبلغ الإنفاق الرأسمالي للشركة في العام بالكامل 28.9 بليون دولار، أي أقل ب8.4 بليون عنه في 2014. ويُتوقع أن يبلغ الإنفاق الرأسمالي المجمع لمجموعة «شل - بي جي» 33 بليون دولار في 2016، بانخفاض 45 في المئة عن إنفاقهما المجمع. كذلك، خفضت شركة «كونوكو فيليبس» نفقاتها الرأسمالية لعام 2016 وقلصت توزيعاتها الفصلية مع استمرار هبوط أسعار النفط الخام. وأعلنت الشركة تكبدها خسارة فصلية أكبر من المتوقع وانخفضت أسهمها أربعة في المئة إلى 37 دولاراً في تداولات محدودة قبل فتح السوق. وكانت «إكسون موبيل»، أكبر شركة نفط مدرجة في البورصة في العالم، أعلنت تحقيق أدنى ربح فصلي لها في أكثر من عشر سنوات. وخفضت «كونوكو فيليبس» مستوى إنفاقها الرأسمالي المستهدف بواقع 17 في المئة إلى 6.4 بليون دولار كما خفضت توقعاتها لتكاليف التشغيل تسعة في المئة إلى سبعة بلايين دولار. ويأتي الخفض بعد أقل من شهرين من إعداد الشركة خططها لنفقات السنة. وقلصت الشركة أيضاً توزيعاتها الفصلية إلى 25 سنتاً للسهم من 74 سنتاً، وزادت خسائرها الصافية إلى 3.5 بليون دولار أو 2.78 دولار للسهم في الربع المنتهي في 31 كانون الأول (ديسمبر)، مقارنة ب39 مليون دولار أو ثلاثة سنتات للسهم قبل سنة.