هبطت عقود النفط الآجلة مجدداً أمس وتراجع الخام الأميركي أكثر من ثلاثة في المئة مقترباً من 27 دولاراً للبرميل وهو أدنى مستوى منذ أيلول (سبتمبر) 2003 بفعل القلق من تخمة المعروض في الأسواق العالمية. وأتى هذا بعدما حذرت وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة إلى الدول الصناعية في شأن سياسات الطاقة من أن أسواق النفط قد «تغرق في تخمة معروض» في 2016. وانخفضت عقود الخام الأميركي 97 سنتاً إلى 27.49 دولار للبرميل أو ما يعادل 3.4 في المئة بعدما أنهت الجلسة السابقة منخفضة 96 سنتاً أو ما يعادل 3.26 في المئة. وهبطت العقود الآجلة لخام القياس العالمي «برنت» 61 سنتاً إلى 28.15 دولار للبرميل أو ما يعادل 2.1 في المئة لتبقى قرب أدنى مستوى في 12 سنة الذي سجلته الاثنين. وارتفعت العقود 21 سنتاً أو ما يعادل 0.7 في المئة في تسوية الجلسة السابقة. وحض وزير الطاقة الجزائري صالح خبري الدول الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على مناقشة خفض إنتاج النفط سوياً. وقال لوكالة «رويترز» من نيودلهي حيث يحضر المؤتمر الهندي - الأفريقي الرابع حول النفط والغاز إن «مناقشات تجري حالياً وسنرى في المستقبل». وتوقعت «رويال داتش شل» استكمال استحواذها على منافستها مجموعة «بي جي» مقابل نحو 49 بليون دولار «في غضون أسابيع». وقبل أسبوع من اجتماع مساهميها للتصويت على الصفقة، شددت على أنها تتوقع وصول أرباحها الأساسية للعام بأكمله إلى ما بين 10.4 و10.7 بليون دولار بما يقل قليلاً عن متوسط توقعات بوصولها إلى 10.8 بليون دولار. وتوقعت شركة «جينيل انرجي» وهي واحدة من الشركات الرئيسة المنتجة للنفط في إقليم كردستان العراق، انخفاض الإيرادات والإنتاج هذا العام بفعل هبوط أسعار النفط ما دفع أسهمها إلى الانخفاض إلى مستوى قياسي أمس. وتوقعت الشركة أن تحقق إيرادات بين 200 مليون دولار و275 مليون دولار في 2016 على افتراض أن سعر برميل النفط 45 دولاراً. وسجلت إيرادات بلغت 342 مليون دولار في 2015. وتوقعت شركة «شتات أويل» النرويجية تعافي سوق النفط من تخمة المعروض وتحقيق توازن أفضل خلال 2016 بعد سنوات شهدت فائضاً في الإنتاج أدى إلى هبوط حاد لأسعار الخا وقال إريك ويرنس أبرز الخبراء الاقتصاديين في الشركة ل «رويترز»: «لا يمكننا استبعاد ذلك (استمرار تخمة المعروض) إذا جاءت الزيادة في إنتاج إيران فوق التوقعات. وفي الوقت نفسه يتطلب ذلك انخفاضاً نسبياً في نمو الطلب الصيني. وعليه يمكن أن تتحقق توقعات وكالة الطاقة الدولية». وتوقعت شركة لوك أويل أكبر شركة خاصة لإنتاج النفط في روسيا انخفاض إنتاج البلاد من النفط في 2016 للمرة الأولى منذ سنوات بفعل تقليص الشركات لعمليات التنقيب في مواجهة انخفاض أسعار النفط. وقال الرئيس التنفيذي وحيد علي كبيروف على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي، إن إنتاج روسيا أكبر منتج للنفط في العالم قد يهبط من اثنين إلى ثلاثة في المئة وربما أكثر إذا قررت الحكومة زيادة الضرائب وهي خطوة تعكف موسكو على دراستها. وأظهرت مذكرة من «سيتي غروب» أن البنك خفض توقعاته لسعر خام القياس العالمي مزيج «برنت» في 2016 إلى 40 دولاراً للبرميل. وورد في المذكرة: «نظراً إلى المخاوف الجديدة المتعلقة بالاقتصاد الكلي الصيني وفي ظل عدم تأثر أحجام الإنتاج من خارج أوبك حتى الآن يخفض سيتي توقعاته لسعر برنت في 2016 إلى 40 دولاراً للبرميل كي تتماشى مع الوقائع الجديدة بالسوق».