أعربت إيران عن تأييدها الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي، وانتقدت بشدة تحركات الزعيم الديني مقتدى الصدر الذي سافر إلى طهران أمس، فيما رفضت قوى دعوات إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني، ودانت أطراف في «الحشد الشعبي» شعارات مناهضة للجمهورية الإسلامية رددها متظاهرون في بغداد. ودان مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي «التطورات الأخيرة في العراق»، معتبراً أنها «غير قانونية في أي مكان، ولا يمكنها أن تلقى تأييد المواطنين»، لافتاً إلى أن «بلداً حضارياً مثل العراق، نجح في مراحل عدة في مواجهة أعدائه واجتاز المشكلات التي تعترض طريقه، لن يتهاون بكل تأكيد في مواجهة أي مجموعة تريد تجاوز القانون»، وذلك في إشارة واضحة إلى التيار الصدري وزعيمه. وكانت وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية تداولت فيديو للمتظاهرين في المنطقة الخضراء يهتفون: «ايران بره بره»، و «هذا الصدر رباني يا قاسم سليماني»، أي أنهم يأتمرون بأوامر الصدر وليس قائد فيلق «القدس»الإيراني. وقال ولايتي إن «الشعب العراقي سيقف في وجه أي نوع من أنواع الفوضى التي تستهدف الأمن»، معتبراً أن «أي حملة خاطئة لن تصل سالمة إلى مقصدها». وأعرب عن اعتقاده بأن «الشعب العراقي الذي يتمتع بالوعي والفطنة سيواجه الذين يريدون زعزعة الأمن والاستقرار». وزاد أن «العراق يمر في مرحلة حساسة من تاريخه ويشهد تطورات جديدة، ونحن ندعم ديموقراطيته الجديدة، وقد شهد في تاريخه الكثير من الثورات. وبعض الدول المعارضة للديموقراطية تسعى إلى خلط المعادلات ويجب العمل للحفاظ على الأوضاع الحالية، وتعزيز دور العمل الحكومي. وإيران لن تدخر جهداً في مساعدة الشعب والحكومة، مثلما فعلت من قبل». إلى ذلك، دعا الناطق باسم الخارجية حسين جابر أنصاري، «الأطراف العراقية إلى التحلي بالهدوء والعمل لإيجاد مناخات مناسبة للأزمة التي يمر بها العراق عبر الحوارات والتفاهمات السياسية». وأضاف: «نعتقد بأن الحفاظ على الإنجازات السياسية التي حققها الشعب العراقي خلال السنوات الماضية واحترام القانون هو الضمانة لاستمرار الوفاق الوطني». في بغداد، دانت منظمة «بدر» بزعامة هادي العامري، شعارات مناهضة لإيران وعددٍ من قادة «الحشد الشعبي» رددها المتظاهرون داخل المنطقة الخضراء. وقال القيادي في المنظمة محمد البياتي في بيان أمس، إن «شعارات بعض المتظاهرين مدفوعة الثمن من البعث الصدامي، ولا يمكن تبديل شعار الشرفاء: الموت لأميركا وإسرائيل، إلى شعارات مناهضة لإيران». وأضاف أن «اقتحام البرلمان بهذا الشكل المزري بعد بيان مقتدى الصدر، سيعرض العراق إلى نكبة لا تعرف عواقبها». وزاد: «شاهدنا بأم أعيننا الدعم الإيراني لمحاربة داعش، وهذا هو الفرق يا أيها المتظاهرون، فعليكم إدراك المؤامرة ومن أقحمكم بهذه اللعبة الخبيثة». من جهة أخرى، تعهدت رئاسة البرلمان ملاحقة المتظاهرين الذين اعتدوا بالضرب على نواب كتلتي «الفضيلة» والاتحاد الكردستاني»، وأعلنت في بيان أمس، أنها «تؤكد احتفاظها بالحق القانوني في مقاضاة المتورطين في هذا العمل الجبان». وهاجم رئيس ائتلاف «العراقية» إياد علاوي، اجتماع الرؤساء الثلاث وقادة الكتل الذي عقد عشية اقتحام المتظاهرين المنطقة الخضراء، وقال في بيان أمس إن «الاجتماع مخيب للآمال وكان الهدف منه محاولة إضعاف فكرة التظاهرات والاعتصامات تحت ذريعة الربط بين المعتصمين والمتظاهرين السلميين من جهة، والمندسين الذين انتهكوا حرمة البرلمان، من جهة أخرى». وأعلن مقاطعته «أي اجتماع مقبل لا يرقى إلى معالجة جذور الأزمة للوصول بالبلد إلى شاطئ الأمان والسلام والاستقرار». وبعد يوم على مطالبة علاوي بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، انضم رئيس ائتلاف «العربية» صالح المطلك إليه، ودعا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم إلى «إرسال كتاب (إلى البرلمان) لسحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء فوراً، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني وفق معايير الكفاءة والمواطنة».