يتجه العشرات من نواب البرلمان العراقي إلى تشكيل تحالف برلماني جديد «عابر للطوائف» يدعم تشكيل حكومة جديدة من التكنوقراط، بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد الفساد الإداري والمالي، فيما اتهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر التحالف الشيعي بالسعي لتعطيل التظاهرات. وقال عضو «تحالف القوى الوطنية» عبدالعظيم عجمان ل «الحياة» أن «30 نائباً عن كتل سياسية مختلفة في البرلمان وقعوا للانضمام إلى التكتل العابر للطوائف، كما أبدى 70 آخرون استعدادهم للانضمام بهدف الضغط لتنفيذ الإصلاحات ومساندة مطالب التظاهرات». وأضاف أن «الأيام القليلة القادمة ستشهد الإعلان عن هذا التكتل البرلماني الذي سيسعى إلى تحجيم دور الكتل الكبيرة في مهام التشريع والرقابة، دون إشراكها في التدخل لاختيار حكومة جديدة يكون أعضاؤها من التكنوقراط». واتهم الصدر أمس كتلة «التحالف الوطني» الشيعية ب «منع التظاهر أمام المنطقة الخضراء» والسعي «لتعطيلها، وكتم الصوت العراقي الحر». وهدد في بيان بأن «اللجنة المستقلة (التي اقترحها) أوشكت على الانتهاء من تقديم أفراد الكابينة الوزارية من التكنوقراط، فإن رضي البرلمان بها فله ذلك، وإلا فالأمر موكل للشعب في التعبير عن صوته أياً كان». وطالب النائب عن ائتلاف «الوطنية» حامد المطلك في مؤتمر صحافي أمس، البرلمان بتشكيل كتلة وطنية بعيدة عن هيمنة قادة الكتل الحزبية والإملاءات الخارجية، مضيفاً أن «التظاهرات التي خرجت الجمعة وقبلها بأسبوع، تنادي بالإصلاح والتغيير ومعالجة الفساد بطريقة سلمية وبصوت عراقي جامع». ودعا «النواب إلى الوقوف مع الشعب وليس مع أحزابهم وكتلهم، وتشكيل كتلة سياسية عابرة للمصالح الشخصية». وقال محمد الحيدري عضو ائتلاف «المواطن»، بزعامة عمار الحكيم، أن كتلته تتناقش مع باقي الكتل السياسية داخل التحالف الوطني وخارجه لتشكيل تكتل مماثل، فيما اتهم «ائتلاف دولة القانون»، بزعامة نوري المالكي، جميع الكتل السياسية بالوقوف وراء الفساد والفشل في الحكومات السابقة والحالية «لأنهم يتحملون مسؤولية ترشيحهم وزراء على أساس الولاءات الحزبية». وقال النائب عن «دولة القانون» محمد الصيهود ل «الحياة» أن «جميع قادة الكتل السياسية يتحملون الأزمة التي تعانيها البلاد، ولا يمكن تبرئة أي طرف من مسؤولية تفشي بالفساد والفشل في استعادة هيبة الدولة والقانون». وأضاف أن «الشعب يدرك تماماً من هي الأطراف المتورطة بالفساد وسرقت أمواله وأوصلتنا إلى ما نحن عليه. وعلى هذه الكتل عدم التمسك بوزرائها وإعلان استقالاتهم تمهيداً لتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة لا علاقة لها بالولاءات والانتماءات السياسية». وأعرب مقتدى الصدر عن شكره للمتظاهرين أمام المنطقة الخضراء، وطالب أنصاره بالاستمرار في التظاهر في بغداد حصراً. وكان قبل أيام تعهد باقتحام المنطقة الخضراء في حال لم تنفذ ورقته الإصلاحية المقترحة على الحكومة لتشكيل حكومة تكنوقراط بعد انتهاء مهلة ال 45 يوماً. وقال رئيس البرلمان سليم الجبوري أمس أن «مسؤولية البرلمان الحالي هي محاسبة من وعد بالإصلاح ولم ينفذه»، مبدياً تأييده «للتظاهرات المطالبة بالإصلاحات»، ومؤكداً أن «الحكومة مسؤولة عن إتمام الإصلاحات».