أكدت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية الأنباء عن أن تركيا لا تعتزم إعادة سفيرها إلى تل أبيب قبل أن تعتذر الحكومة الإسرائيلية عن اعتراض سلاح البحرية قافلة السفن لكسر الحصار عن قطاع غزة قبل أقل من ثلاثة أسابيع وقتل تسعة من ركابها الأتراك، وبسبب رفض إسرائيل تشكيل لجنة تحقيق دولية، وهو ما أكده أمس أيضاً ديبلوماسي تركي لصحيفة «اورييت» التركية، مضيفاً أنه ليس مستبعداً خفض التمثيل الديبلوماسي بين البلدين. ووفقاً لوسائل الإعلام التركية، فإن أنقرة تتجه الى إبقاء التمثيل الديبلوماسي بين البلدين في مستوى «القائم بأعمال السفير». ونقلت عن أوساط تركية قولها إن «الحكومة التركية تحتفظ لنفسها بالإبقاء على كل الخيارات مفتوحة على الطاولة»، ما ينذر بتدهور آخر في العلاقات بين البلدين. وتحدثت الإذاعة العسكرية عن «حضيض جديد» في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، وقال وكيل وزارة الخارجية السابق ألون ليئل إن خفض مستوى التمثيل الديبلوماسي بين البلدين يمس جوهر العلاقات بينهما، لافتاً إلى أنه في حال قررت تركيا فعلاً خفض التمثيل رسمياً، فستكون هذه المرة الثانية في تاريخ العلاقات بين البلدين. وأشار إلى أن السفير التركي الجديد الذي تم تعيينه في تل أبيب أقل خبرة من السفير السابق تشوليكيل الذي تعرض قبل أشهر لإهانة علنية من نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني ايالون. لكن أكثر ما يقض مضاجع إسرائيل هو الأنباء عن نية تركيا تعليق أو إلغاء الصفقات العسكرية الكبرى بين البلدين، ما قد يتسبب بخسارة الصناعات العسكرية الإسرائيلية التي تعتبر تركيا إحدى أبرز زبائنها. ووفقاً للصحف التركية، فإن أنقرة ستلغي 16 صفقة أمنية مع إسرائيل، منها شراء طائرات بلا طيار، وشراء ألف دبابة إسرائيلية مدرعة من نوع «مركافاه 3» بقيمة خمسة بلايين دولار، وتعليق مشروع مشترك لبناء صواريخ بقيمة 1.5 مليون دولار، وتحديث طائرات «فانتوم» وشراء صواريخ وتحديث دبابات، وتأهيل طيارين أتراك وقيام طيارين إسرائيليين بالتدرب في الأجواء التركية. وقالت صحيفة «زمان» التركية إن الحكومة التركية أوصت أول من أمس الشركات التركية التي تتعاطى مع الصناعات العسكرية الإسرائيلية بإلغاء الصفقات الموقعة معها. من جانبها (أ ف ب)، اعتبرت اسرائيل ان «منظمة حقوق الإنسان والحريات والعمل الإنساني» (آي اتش اتش) التركية الإنسانية غير الحكومية ذات الميول الإسلامية «منظمة ارهابية». وذكرت قناة التلفزيون الحكومية الإسرائيلية مساء الأربعاء ان المنظمة التركية هي بصفتها تلك جزء حالياً من لائحة الحركات والجمعيات او المنظمات مثل «حماس» او «حزب الله»، والتي بات على اجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مراقبتها عن كثب. ورداً على سؤال لوكالة «فرانس برس»، اعلن مسؤول اسرائيلي كبير ان «المنظمة تعتبر كأنها خارجة عن القانون في اسرائيل لأنها تدعم الإرهاب وتقيم خصوصاً علاقات مع حماس». في غضون ذلك، أبرزت وسائل الإعلام العبرية التحذيرات التي أطلقها نواب في الكونغرس لأنقرة بالاقتصاص منها «في حال واصلت انتهاج مسار مناوئ لإسرائيل والتقارب من إيران»، كما قال النائب مايك بنس، مضيفاً ان تركيا ستدفع الثمن اذا استمرت في موقفها الحالي». وندد نواب جمهوريون وديمقراطيون في مؤتمر صحافي بتركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، على مساندتها قافلة معونات، كما انتقدوا معارضة تركيا قراراً أصدره مجلس الأمن أخيراً يوسع العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي. ووصف النائب الديموقراطي اليوت انجيل افعال تركيا بأنها «مخزية»، مضيفاً انه مع ان تركيا عضو في حلف الأطلسي، فإنها توقفت عن التطلع غرباً. وقال النواب اول من امس ان 126 عضواً في مجلس النواب وقعوا رسالة تحض الرئيس باراك اوباما على معارضة ادانة دولية لإسرائيل بسبب دورها في الاستيلاء على سفن المعونات الشهر الماضي وإجبارها على الرسو في موانئ اسرائيلية.