تواصلت أمس المواجهات بين المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح من جهة ومسلحي القبائل و«اللجان الشعبية» والوحدات العسكرية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي في مختلف الجبهات في عدن وتعز والضالع ومأرب وتواصلت معها غارات قوات التحالف على مواقع للحوثيين غداة الإعلان عن انتهاء «عاصفة الحزم» بنجاح والبدء في عملية «إعادة الأمل». وتنفس سكان صنعاء الصعداء مع إعلان انتهاء «عاصفة الحزم» وتدفق المئات منهم على رغم شحة الوقود وضعف حركة النقل لزيارة المناطق التي تعرضت لقصف الطيران في محيط المدينة، وتحولت مخازن الصواريخ المدمرة في جبل عطان غرب العاصمة إلى مزار شعبي طيلة ساعات النهار. (راجع ص2، 8 و9) وسيطرت قوات الحوثيين في تعز على مقر قيادة معسكر اللواء 35 مدرع الموالي لهادي بعد حصاره من الاتجاهات كافة على رغم القصف الجوي لقوات التحالف في حين تمكن أنصار هادي في محافظة الضالع من السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية في ظل استمرار معارك كر وفر في أحياء عدة من عدن. ورحب الرئيس اليمني السابق علي صالح عبر صفحته في «فايسبوك» بوقف «عاصفة الحزم» ودعا إلى استئناف الحوار بين القوى السياسية في وقت اشترطت جماعة الحوثيين في بيان لناطقها الرسمي محمد عبدالسلام «وقف الأعمال العسكرية كافة لقوات التحالف وإنهاء الحصار الجوي والبحري». وأكدت الجماعة أنها توافق في ضوء ذلك على استئناف الحوار برعاية الأممالمتحدة من حيث توقف قبل بدء «عاصفة الحزم» بالاستناد إلى مخرجات الحوار الوطني المتوافق عليها وبنود اتفاق «السلم والشراكة». وأكدت مصادر قبلية وعسكرية في مدينة تعز أن الحوثيين المدعومين بقوات الأمن الخاصة الموالية لهم تمكنوا بعد اشتباكات عنيفة أوقعت قتلى وجرحى من السيطرة على مقر اللواء 35 مدرع الموالي لهادي غربي المدينة والاستيلاء على عتاده العسكري. وأضافت المصادر أن طائرات التحالف قصفت المعسكر ومحيطه بعد سقوطه في حين تواصلت الاشتباكات العنيفة بين مسلحي الجماعة وبين بقية قوات المعسكر المسنودة بعناصر قبلية من حزب «الإصلاح» في مناطق كلابة وبير باشا والمرور ووادي القاضي باستخدام الدبابات والأسلحة المتوسطة والعربات العسكرية. وطاول القصف الجوي والبحري لقوات التحالف طبقاً لما أفادت مصادر محلية مواقع متفرقة للحوثيين في لحج وعدن في سياق محاولتها منعهم من التوغل إلى مناطق جديدة وتوفير غطاء لقوات المقاومة من أنصار هادي و»الحراك الجنوبي» يمكنها من تحقيق تقدم ميداني. وجددت الجماعة في بيانها أمس أنها لا تهدف إلى السيطرة على المناطق الجنوبية أو الدخول في حرب مع أبنائها وأن عملياتها تقتصر على ملاحقة «الميليشيا الموالية لهادي وعناصر تنظيم «القاعدة». وذكرت مصادر قبلية أن الجماعة أفرجت عن وزير الدفاع المعتقل لديها محمود الصبيحي منذ قرابة شهر مع شقيق الرئيس هادي ناصر منصور والقائد العسكري الموالي له فيصل رجب إثر وساطة قبلية، غير أن الجماعة لم تؤكد رسمياً هذه الأنباء. وعلمت «الحياة» أن مسلحي تنظيم «القاعدة» المسيطرين للأسبوع الثالث على مدينة المكلا عاصمة حضرموت رفضوا تسليم معسكرات الجيش والمواقع الأمنية والعتاد العسكري الذي استولوا عليه الى المجلس الأهلي الحضرمي الذي يقود عملية التفاوض معهم وأصروا على البقاء في المدينة تحت ذريعة حمايتها من الحوثيين. وأكدت مصادر محلية في المدينة أن طائرة من دون طيار يرجح أنها أميركية قصفت سيارة للتنظيم قرب القصر الرئاسي في المدينة ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل من عناصره، وهي الغارة الثانية في المكلا منذ سيطرة التنظيم عليها ونهب مصارفها ومقراتها الحكومية، والرابعة في اليمن منذ انسحاب القوات الأميركية جراء التدهور الأمني والسياسي. ويخشى اليمنيون أن يؤدي استمرار المواجهات المتفجرة في أكثر من محافظة إلى تقويض ما بقي من مظاهر للدولة والسقوط في مستنقع حرب أهلية ذات طابع مذهبي وجهوي طويلة الأمد، ويأملون أن تغلب القوى السياسية المصلحة الوطنية وتعود إلى طاولة المفاوضات لاستكمال المسار السلمي الانتقالي.