رأى مدير «وكالة الطاقة الدولية» فاتح بيرول أمس، أن أسعار النفط ربما تكون بلغت أدنى مستوياتها، ولكن ذلك يتوقف على سلامة الاقتصاد العالمي بحيث لا يكون مصدراً للقلق. وقال في حديث إلى وكالة «رويترز» على هامش اجتماع وزراء طاقة «مجموعة السبع» في كيتاكيوشو في جنوب غرب اليابان، أن تراجع الإنتاج بما يزيد على 700 ألف برميل يومياً هذه السنة وتعطل الإنتاج في أماكن من بينها نيجيريا والكويت، قادا الاتجاه الصعودي. وسئل بيرول عن احتمال أن تكون الأسعار بلغت القاع فأجاب: «قد تكون الحال كذلك ولكن الأمر يتوقف على الاقتصاد العالمي. في الأحوال العادية، سنرى الأسعار تتجه صعوداً وليس صوب الهبوط (...) قرب نهاية العام الحالي. في النصف الثاني من العام أو في 2017 كحد أقصى ستحقق الأسواق توازناً». وأمل بأن يرى تعافياً في استثمارات الإنتاج في العام المقبل بعدما تراجعت 40 في المئة في العامين الماضيين. وتوقع انخفاض الإنتاج في الدول غير الأعضاء في «أوبك» أكثر من 700 ألف برميل يومياً، وهو أكبر تراجع في نحو 20 سنة. وقال: «ما نود أن نراه بعد التراجع الكبير في 2015 و2016، أن تتعافى الاستثمارات في 2017 وأن تصل إلى مستوى 600 بليون دولار مرة أخرى». وقال أن تراجع الاستثمارات للعام الثالث سيكون إشكالياً لأسواق النفط، إذ قد يقود إلى قفزة في أسعار الخام وتذبذباً أكبر، وهو ليس لمصلحة المستهلكين. وأضاف: «في ظل توقعات نمو الطلب بواقع 1.2 مليون برميل يومياً هذه السنة، سيبدأ قريباً السحب من المخزون العالمي ما سيساهم في ارتفاع الأسعار. وتابع: «أعتقد أن ثمة اتجاهاً لتراجع المخزون عالمياً، كما أن وتيرة تكوينه تتباطأ في شكل كبير ونتوقع أن يبدأ ظهور تأثير السحب منه قرب نهاية السنة». وأضاف: «على رغم ارتفاع أسعار النفط أخيراً، فإن تغير الاتجاه النزولي للإنتاج في الولاياتالمتحدة يحتاج وقتاً». واعتبر أن الأمر «يتوقف على مدى تعافي الأسعار وإلى متى يستمر مستواها الحالي». وأضاف: «تشير تحليلاتنا إلى الحاجة إلى سعر بين 60 و65 دولاراً للبرميل لعكس اتجاه (إنتاج) النفط الصخري وهذا يتطلب بعض الوقت لعودة النفط الصخري لأنه يحتاج إلى الكثير من العمل (...) الأمر سيستغرق ما يصل إلى سنة لتغيير الاتجاه». ومن العراق، أعلن الناطق باسم وزارة النفط، عاصم جهاد، أن بغداد صدرت في المتوسط 3.364 مليون برميل يومياً في نيسان (أبريل) ارتفاعاً من متوسط آذار (مارس) البالغ 3.286 مليون برميل يومياً. ويقترب هذا الرقم من المستوى القياسي البالغ 3.37 مليون برميل يومياً الذي صدره العراق في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ما يزيد الضغوط على الأسعار العالمية ويجبرها على التراجع. وأفاد مصدر في القطاع بأن العراق كان يرجح أن يتجاوز هذا المستوى، إذ بلغ متوسط الصادرات في الأيام 24 الأولى من نيسان 3.43 مليون برميل يومياً، لكن الأسبوع الأخير لم يشهد تسجيل الأرقام ذاتها. وأشار الى أن إيرادات حكومة بغداد بلغت 3.343 بليون دولار في نيسان من مبيعات الخام وبلغ متوسط سعر بيع البرميل 33.26 دولار. وقال جهاد أن الرقم يشير إلى صادرات الحكومة المركزية في بغداد التي تصدر الآن عبر مرافئها الجنوبية فقط، مع توقف التصدير عبر خط الأنابيب الشمالي الواصل إلى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط. ويتوقع مسؤولون عراقيون ومحللون نفطيون نمو صادرات العراق هذه السنة ولكن بوتيرة أبطأ منها في 2015. إلى ذلك، نقل موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا) عن وزير النفط بيغن زنغنه، إن صادرات إيران النفطية إلى كوريا الجنوبية زادت أكثر من أربعة أمثالها لتصل إلى 400 ألف برميل يومياً منذ رفع العقوبات عن طهران في كانون الثاني (يناير). وعملت إيران، التي كانت تصدر أقل من 100 ألف برميل يومياً إلى كوريا قبل رفع العقوبات، على الإسراع في زيادة الإنتاج مع التركيز على الزبائن التقليديين في آسيا ولكنها تصدر شحنات إلى أوروبا أيضاً. ووفقاً للبيانات من «إنرجي أسبكتس»، ارتفعت الواردات العالمية للخام الإيراني إلى 1.9 مليون برميل يومياً في آذار من 1.51 مليون برميل يومياً في شباط (فبراير). كما ذكر زنغنه أن إيران وكوريا الجنوبية تعملان على حل مشاكل تحويل مدفوعات مبيعات الخام.