انتقلت موجة الفيضانات التي اجتاحت وسط أوروبا، الى فرنسا حيث أسفرت عن 15 قتيلاً في جنوب البلاد منذ ليل الثلثاء - الأربعاء، وخلّفت أضراراً مادية كبيرة وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن نحو 200 ألف منزل. وفقد مواطنان. يأتي ذلك في أعقاب موجة أمطار غزيرة تسببت في فيضانات امتدت من بولندا الى النمسا مروراً بصربيا وهنغاريا وسلوفاكيا. وتركزت الأضرار المادية على ضفتي نهر الدانوب الذي يمر بتلك الدول. وأعلنت السلطات في مقاطعة فار جنوبفرنسا أمس، أن الأمطار الغزيرة التي هطلت الثلثاء، حوّلت طرقات المقاطعة إلى أنهر تعوم فيها السيارات، كما أدت إلى تدمير بعض المنازل والجسور وقطع الطرقات. وتسببت الكارثة في شلل شبه تام في الخدمات العامة، فيما تراكمت السيارات المتضررة على جوانب الطرق. وفي مدينة دراغينيان في المقاطعة، سجل تساقط أكثر من 300 ليتر من المياه لكلّ متر مكعب في الساعات ال24 الأخيرة. وقتل في المدينة 8 أشخاص فيما قتل الآخرون في المدن والبلدات المجاورة. ولجأ بعض السكان إلى أسطح المنازل وأسقف السيارات. كما توقفت حركة السكك الحديد وتعطلت خدمة القطارات، على أمل أن تستأنف اليوم، فيما أعيد فتح مطار هيار - تولون الذي اغلق الثلثاء. وهرع المسعفون خلال الليل لمساعدة مئات من الأشخاص العالقين في السيارات أو المنازل أو على أسطحها في دراغينيان المطلة على البحر المتوسط، فيما أرسلت مروحيات لنقل السكان الى أماكن أكثر أمناً. وإزاء اتساع الأضرار، تقرر إجلاء 500 نزيل من سجن المدينة. وأعرب الرئيس نيكولا ساركوزي عن «تأثره الشديد» بالكارثة، وطلب من الحكومة «بذل كل الجهود لمساعدة المنكوبين» و «تقديم كل الدعم اللازم لهم وإبداء التضامن» معهم. وزار وزير الداخلية الفرنسي بريس اورتوفو المنطقة المنكوبة. وتأتي الفيضانات بعد نحو ثلاثة أشهر ونصف الشهر على العاصفة كزينثيا التي أسفرت في 28 شباط (فبراير) عن 53 قتيلاً في غرب فرنسا، وخلّفت إضراراً بمئات ملايين اليورو.