باتت الأحجار الكريمة محل اهتمام الكثير من السعوديين وتجد إقبالاً كبيراً من الرجال والنساء على حد سواء، وهو ما بدا واضحاً في حجم تجارتها في المملكة، إذ تستأثر السعودية بخمس تجارة الأحجار الكريمة في العالم، وفقاً لمختصين في هذا المجال. ويقدر المختصون في تجارة الأحجار الكريمة والمجوهرات حجم التداول في هذه التجارة عالمياً بأكثر من 93 بليون ريال (25 بليون دولار) سنوياً، خمسها والبالغ 18.75 بليون ريال (5 بلايين دولار) من نصيب السعودية. ووفق تقرير بثته وكالة الأنباء السعودية أمس، فإن عدد الأحجار الكريمة المتداولة في العالم يبلغ نحو 2000 حجر، استخدم منها في ترصيع المجوهرات 200 حجر، برز منها «الألماس»، ويوجد معظمها بألوان وأحجام مختلفة في رواسب ضفاف الأنهار والجبال الصخرية، بخاصة البركانية منها كما في المملكة، إذ توجد في الحرات الممتدة على طول الدرع العربي من الشمال الغربي إلى الجنوب الغربي. و«الألماس» حجر نفيس يتكون من الناحية الكيماوية من الكربون النقي الذي يتكون منه الفحم والرصاص، لكن ذرات الكربون في الألماس مرتبة وقوية بسبب تعرضها لضغط عال تحت الأرض يقدر ب100 ألف طن وبدرجة حرارة عالية تقدر بنحو 2500 درجة مئوية، وأبرز أنواعه الأحمر، والأوروغواني، والوردي، والأخضر، والأزرق، وصفر الكناري، والألماس عديم اللون شديد البياض. ومن أقدم الماسات المعروفة في العالم ماسة «جبل النور»، التي يعود تاريخها إلى العام 1304 في مناجم جولكندة جنوبالهند وتزن 800 قيراط، وانتقلت ملكية هذه الماسة لعدد من ملوك أفغانستانوالهند إلى أن حصلت عليها إحدى الشركات الهندية عام 1849، وتم إهداؤها لملكة فكتوريا عام 1850، كما عرف من الماسات القديمة «بت أوريغنت» و«أورلف» و«هوب» و«كيولينان». ويقول رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور زهير نواب: «من المحتمل العثور على الألماس في الحرات والصخور الرسوبية القديمة في المملكة ذات العمق الكبير، بسبب وجود أحجار الزبرجد الزيتوني، والبيروب، والجارنيت، ومعدن الكروم ديوبسيد الغنيين بعنصر الكروم، إذ إن هذه المعادن تدل على وجوده، إلا أن ذلك يحتاج إلى المزيد من الدراسات الجيولوجية ليتم التأكد منه». وأكد نواب أن العمل يجري الآن على اكتشاف الألماس في المملكة، نافياً ما يطلق عليه بعض الأشخاص اسم «الألماس السعودي» الموجود على بعض أحجار المرو (الكوارتز) الشفافة الموجودة ضمن الكثبان الرملية في حفر الباطن، والزلفي، والخرج، والعلا. من جهته، يوضح مدير المركز الوطني للطب البديل والتكميلي الدكتور عبدالله البداح، أنه لا يوجد أي دليل علمي حتى الآن على فاعلية العلاج بالأحجار أو أن ألوانها وطاقتها الداخلية وطبيعة إشعاعاتها. وقال إن الكثير من الباحثين أكدوا أن أثر الراحة التي يشعر بها الإنسان أثناء العلاج بالأحجار في هذه المنتجعات يعود إلى جو الاسترخاء التي تتميز بها هذه الأماكن وليس للخاصية الفيزيائية أو الكيماوية أو الروحية لهذه الأحجار.