شدد المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق أحمد خوجة، أن مواجهة الأزمات والكوارث تتطلب درجة عالية من التحكم في الطاقات والإمكانات والمشاعر والعواطف وحسن توظيفها في مناخ تنظيمي، مشيراً إلى أنه يجب أن تكون هناك اتصالات فعالة تؤمن التنسيق والفهم الموحد بين الأطراف المعنية بالأزمة. وقال الدكتور خوجة في الجلسة الثانية لمنتدى إدارة الأزمات في محاضرة له بعنوان «الأزمات الصحية.. نظرة عامة ودروس مستفادة وإطار جديد للتعامل» أوضح فيها أن كلمة الأزمة تستخدم في المجال الطبي والصحي عندما يتحدث الأطباء عن مشكلات طبية تحتاج إلى تضافر الجهود والسرعة والدقة والمهارة في معالجتها، معدداً العوامل المسببة للأزمات والكوارث مثل الكوارث المفاجئة المفجعة كالكوارث والأعاصير، وحالات الطوارئ المعقدة المتواصلة كالنزاعات والحروب، والأخطار المتنامية الخفية كالتسمم والعدوى بالأمراض، موضحاً أن نقص الحاجات الأساسية في الأزمات يؤدي إلى ارتفاع المعاناة والوفيات. وأشار إلى أهمية الرعاية الصحية أثناء الأزمات من خلال الأدوية المنقذة للحياة، وتسهيل الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية، والتعامل مع تكدس المصابين بالمستشفيات، وتوفير الكوادر المؤهلة، وإيجاد بدائل للانقطاع الكهرباء، ومنع تفشي الأمراض السارية، مؤكداً أن خطط الأزمات يجب أن تستهدف الحد من الخسائر البشرية والالتزام بتحسين الخدمات ومساعدة السلطات الوطنية. وناقشت جلسة أمس الكثير من المواضيع خلال خمس جلسات بدأها الخبير في فرق العمل للكوارث الطبيعية وإدارة الأزمات السيد بيتر باينز، بمحاضرة بعنوان «إعداد خطط الطوارئ» تناول فيها مراحل التخطيط للطوارئ وإدارة الأزمات بدءًا بالوقاية والتخفيف من وقع المشكلة ثم التأهب والاستجابة وأخيراً الانتعاش، مشيراً إلى أن إدارة خطط الكوارث تسهم في ضمان سلامة المجتمع والحفاظ عليه قبل وأثناء وبعد وقوع الكوارث. وأشار باينز إلى أن العمل في مجال إدارة الأزمات يشمل مرحلة التخضير وبناء إستراتيجيات التعامل مع الحالات الطارئة، من خلال تخصيص أدوار وتدريب الناس لملء تلك الأدوار، وعمل تمارين محاكاة للاستجابة للأزمات ولاختبار القدرات، مشيراً إلى أن هذا يعتبر جزءًا لا يتجزأ من الإدارة الفعالة للأزمات كونها تقتضي الكثير من التحديات الفريدة وتتطلب حلولاً فريدة من نوعها، لمقتضيات الأزمات وضمان أداء النظم الصحية المحلية بشكل أمثل. أما الجلسة الثالثة فقدم خلالها عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالرحمن حمود العناد محاضرة بعنوان «التخطيط والموقفية في إدارة العلاقات العامة للأزمات.. ماذا لو وماذا الآن وماذا بعد؟» تطرق فيها إلى أهمية التركيز على الجوانب الإعلامية لإدارة الأزمات كالتعامل مع وسائل الإعلام للتحكم في توجهات التغطية ومعالجة تأثيراتها المحتملة، مشيراً إلى أن مواجهة الأزمات تتطلب إعداد برنامج اتصالي يكون جزءاً من خطة كاملة لاستيعاب الأزمة والتقليل من تأثيراتها. وأكد العناد أهمية أداء العلاقات العامة في مواجهة الأزمات وتنفيذ الخطط مع ظروف الموقف والعوامل الخارجية المؤثرة لتغطية وسائل الإعلام واتجاهها وقوة تأثير الجماهير المختلفة بالأزمة واتجاه التأثير، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب اتخاذ قرارات سريعة لاختيار البديل المناسب لمعالجة التأثيرات السلبية المتعلقة بالجماهير عبر تنسيق علاقة وسائل الإعلام بالقضية والأزمة والمنشآت المعنية.