تتكثف التحركات الخارجية اللبنانية مجدداً وأهمها هذا الأسبوع عقد القمة اللبنانية – السورية اليوم في دمشق حيث يقوم رئيس الجمهورية ميشال سليمان بزيارة هي الثالثة له منذ انتخابه، وبعد مضي زهاء سنتين على القمة الأولى في 13 آب (أغسطس) العام 2008 التي وضعت أسس تصحيح العلاقات بين البلدين ومنها مراجعة الاتفاقات المعقودة بينهما منذ أوائل التسعينات، والتي أنجز البَلدان عبر اجتماعات مشتركة بين المديرين العامين والخبراء الملاحظات في شأنها. وإذ اطلع سليمان قبل توجهه الى العاصمة السورية من وزير الدولة جان أوغاسبيان على التقدم الذي أحرزته الاجتماعات المشتركة، فإن محادثات اليوم ستتناول الوضع الإقليمي والتنسيق في التعامل معها بين دمشقوبيروت والتعاون في شتى المجالات. وفيما تشهد بيروت يوم الخميس المقبل اجتماعاً للجنة العليا المشتركة اللبنانية – المصرية برئاسة رئيسي حكومتي البلدين سعد الحريري وأحمد نظيف لمتابعة تنفيذ الاتفاقات المعقودة بينهما، تتوالى زيارات المسؤولين اللبنانيين لفرنسا التي وصل اليها أمس البطريرك الماروني نصرالله صفير للقاء الرئيس نيكولا ساركوزي بعد ظهر الأربعاء المقبل. ووصل الى باريس أيضاً رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في إطار جولة خارجية له كان بدأها في مصر انتهت قبل ظهر أمس بلقائه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. ويلتقي جعجع قبل ظهر اليوم وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، على أن يجتمع بعد الظهر مع مستشار الرئيس الفرنسي للشؤون الخارجية جان دافيد ليفيت. والبارز في زيارة جعجع التي تتم بمبادرة منه، أن كوشنير كان في السابق يتردد في استقباله بسبب دوره السابق في الحرب الأهلية اللبنانية. وأجرى وزير الدفاع اللبناني إلياس المر أمس محادثات مع نظيره الفرنسي هيرفيه موران في إطار عشاء خاص دعاه إليه موران في مطعم باريسي. وكان الرئيس ساركوزي، أجل نظراً الى انشغاله، لقاءه مع البطريرك صفير من ظهر غد الأربعاء الى بعد الظهر، ما أدى الى تأجيل موعد صفير مع اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية. وبينما واصل مجلس الوزراء مناقشة بنود الموازنة في جلسة عقدها برئاسة الرئيس سليمان أمس، أطلع الحريري مجلس الوزراء على نتائج لقاءاته في اسطنبول مع كبار المسؤولين الأتراك حول الوضع في المنطقة والموقف في مجلس الأمن من فرض عقوبات جديدة على إيران. وبموازاة التحركات الخارجية هذه، تعقد قبل ظهر اليوم جلسة نيابية تشريعية، فيما أدت مجريات الانتخابات النيابية الفرعية في دائرة المنية – الضنية، والتي فاز فيها مرشح «تيار المستقبل» كاظم صالح الخير، وقبلها الانتخابات البلدية، الى إعلان النائب عن «المستقبل» أحمد فتفت أنه وضع استقالته بتصرف الحريري «نتيجة اللغط بالاستحقاقين الانتخابيين». إلا أن مصادر «التيار» قالت ل «الحياة» إن الحريري فوجئ بإعلان فتفت هذا، فيما جرت اتصالات لمعالجة الأمر. وتشكل الجلسة التشريعية للمجلس النيابي اليوم أول اختبار لالتزام الكتل النيابية الهدنة السياسية من خلال المواقف التي سيعلنها النواب من طالبي الكلام طوال الساعة ونصف الساعة من بداية الجلسة والمخصصة لتلاوة الأوراق الواردة. وقالت مصادر نيابية أن جدول أعمال الجلسة عادي جداً لأنه محصور بالتصديق على عدد من الاتفاقات المعقودة بين الحكومة اللبنانية ودول أخرى والتي لن تستغرق الموافقة عليها وقتاً طويلاً، مشيرة الى أن طالبي الكلام لم يتجاوز عددهم عشرة ويمكن أن يرتفع العدد لدى افتتاح الجلسة. ولفتت الى أن ضبط إيقاع الجلسة من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري يعكس مدى التناغم بين البرلمان والحكومة لتقطيع المناقشات من دون استحضار السجال الدائر خارج المجلس، خصوصا ذلك المتعلق بكيفية إنفاق 11 بليون دولار من خارج الموازنات، والاختلاف حول التعاون الأمني المعقود بين المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والولايات المتحدة في ضوء مطالبة بري بإعادة النظر فيه، والموقف من قرار مجلس الأمن بالعقوبات على إيران مع أن مجلس الوزراء انقسم بالتعادل بين امتناع لبنان عن التصويت وبين الوقوف ضد هذه العقوبات.