شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في الكرملين خلال لقائه الرئيس فلاديمير بوتين، على أهمية التنسيق الأمني مع الروس في سورية لتجنب «الوقوع في أخطاء»، كما شدد على أن لدى تل أبيب «خطاً أحمر» يتعلق باحتمال وقوع أسلحة متطورة في أيدي عناصر «حزب الله»، مجدداً التأكيد أن «الجولان سيبقى جزءاً من أرض إسرائيل». ونددت الدول العربية بتصريحات نتانياهو «العدوانية والتصعيدية» وباجتماع الحكومة الإسرائيلية على أرض الجولان. وطالبت في بيان عقب اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، «مجلس الأمن باتخاذ التدابير اللازمة التي تفرض على إسرائيل الالتزام التام بتنفيذ قرارات المجلس والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة». وقال الأمين العام للجامعة نبيل العربي في كلمة خلال الاجتماع إن الجولان سيظل «أرضاً عربية سورية ملكاً للشعب السوري وحده»، مضيفاً أن الإجراءات الإسرائيلية تعكس استغلال الأزمة في سورية «لتكريس الاحتلال». وأجرى نتانياهو وبوتين أمس، جولة محادثات موسعة سبقها لقاء ثنائي تم خلف أبواب مغلقة. ومهّد الكرملين للمحادثات بتأكيد الأهمية التي توليها موسكو لتعزيز التنسيق مع تل أبيب. وقال الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف إن الأزمة السورية ورزمة الملفات المتعلقة بالقضايا الثنائية والوضع في المنطقة وتنسيق المواقف في مواجهة الإرهاب، على رأس جدول أعمال الطرفين. وأشار بوتين في الجلسة الموسعة إلى أن تكثيف وتيرة الاتصالات بين روسيا وإسرائيل أخيراً مرتبط بالوضع في الشرق الأوسط، مذكراً بأن نظيره الإسرائيلي رؤوفين ريفلين كان في موسكو قبل أقل من شهر، وخلال الأسابيع الماضية جرت لقاءات عدة بين مسؤولين من الجانبين. وهنأ اليهود بالفصح، وأشاد بالعلاقات الثنائية لمناسبة الاحتفال العام الحالي بمرور 25 سنة على عودة العلاقات بين روسيا وإسرائيل. وفي إشارة ذات دلالة، خاطب نتانياهو مضيفه بالتأكيد أن «إسرائيل لن تعود أبداً إلى أوقات تعرضت فيها قراها إلى قصف من مرتفعات الجولان» وقال: «إما عبر اتفاق أو من دونه، فإن الجولان سيبقى جزءاً من أرض إسرائيل». وأشار إلى أن التنسيق الأمني مع روسيا يعد «الهدف الأساس» لزيارته، من أجل تجنب الوقوع في أخطاء أو مواجهات غير مقصودة، في إشارة إلى التحركات العسكرية الروسية والإسرائيلية في سورية، مشدداً على أن تل أبيب تسعى إلى منع وقوع أسلحة متطورة من سورية وإيران في إيدي «حزب الله». على الصعيد الثنائي، أشارت وثائق أعدت لزيارة نتانياهو ونشرها الكرملين أمس، إلى اهتمام روسيا بالتعاون مع إسرائيل في مجال استخراج الغاز في البحر المتوسط. وأفادت بأن شركات روسية أبدت اهتماماً خاصاً بسبعة حقول غاز تقع على طول سواحل حيفا ويافا ونتانيا وأسدود، إضافة إلى حقليْن قرب سواحل غزة وقبرص. كما أشارت الوثائق إلى توجه لتعزيز التعاون في صناعة الطائرات، وفي مجال الزراعة وصناعة الأدوية والرعاية الصحية. في غضون ذلك، حدد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت 30 أيار (مايو) المقبل موعداً لعقد اجتماع وزاري دولي في باريس، في محاولة لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وأوضح في مقابلة مع أربع صحف دولية، أن الرئيس فرنسوا هولاند سيفتتح الاجتماع الذي ستشارك فيه 20 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، لكن من دون الفلسطينيين والإسرائيليين.