أكدت واشنطن و «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) أمس، أن روسيا زادت وجودها العسكري في سورية ونشرت مدفعية قرب حلب على رغم إعلان الرئيس فلاديمير بوتين «انسحاباً جزئياً»، في وقت قتل وجرح عشرات في معارك بين القوات النظامية والأكراد في القامشلي شرقاً قرب العراق. ودخلت قافلة مساعدات ضخمة إلى مدينة الرستن في ريف حمص للمرة الأولى منذ خمس سنوات، في تقدم «متواضع» في الملف الإنساني الذي كان أحد أسباب إعلان «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة الانسحاب من مفاوضات جنيف. (راجع ص 5) وقال مسؤول أميركي إن روسيا تعيد نشر المدفعية الثقيلة بما يشمل مناطق قرب حلب في خطوة تزيد المخاوف الأميركية في شأن ما تعتزم القوات السورية المدعومة من روسيا القيام به لاحقاً، مشيراً إلى أنه على رغم سحب روسيا لنحو نصف مقاتلاتها في منتصف الشهر الماضي، احتفظت في شكل كبير بقدراتها العسكرية داخل سورية، ولا تزال قوة عسكرية مؤثرة لدعم الرئيس بشار الأسد. وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأميركي الأبيض، إن الولاياتالمتحدة قلقة إزاء تقارير بأن روسيا تنقل مزيداً من المواد العسكرية إلى سورية. وأعلن الأمين العام ل «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) ينس ستولتنبرغ في أنقرة أمس: «رغم الإعلان عن انسحاب جزئي، نرى أن روسيا تبقي على وجود عسكري كبير لدعم النظام في سورية»، مضيفاً أن وقف إطلاق النار «وعلى رغم الصعوبات» يبقى «الأساس الأفضل لحل سلمي متفاوض عليه» للنزاع في هذا البلد. وقال ناطق باسم الكرملين إن الرئيس بوتين عقد اجتماعا لمجلس الأمن الداخلي عبر خلاله عن قلقه بشأن «التدهور الخطير للموقف» في مفاوضات جنيف. وطغى الملف الإنساني والميداني على مفاوضات جنيف التي غادرها رئيس وفد المعارضة أسعد الزعبي وكبير مفاوضيها محمد علوش، تماشياً مع موقف المعارضة الاحتجاجي على النقص في إيصال المساعدات وخرق الهدنة السارية منذ 27 شباط (فبراير) الذي تحمل مسؤوليته لدمشق. وقال الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك إن قافلة مساعدات من 65 شاحنة تحمل مواداً غذائية وأدوية ومعدات طبية دخلت إلى منطقة الرستن في ريف حمص الشمالي، حيث يعتقد أنه يعيش حوالى 120 ألف شخص. وفي إطار خطة برعاية الأممالمتحدة والهلال الأحمر السوري، أجلت الأممالمتحدة في شكل متزامن الأربعاء 500 جريح ومريض وعائلاتهم من مناطق تحاصرها الفصائل المقاتلة أو قوات النظام، وهي الزبداني ومضايا في ريف دمشق (محاصرتان من النظام) والفوعة وكفريا (محاصرتان من المعارضة) في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد. ميدانياً، سلم 50 عنصراً نظامياً أنفسهم إلى الأكراد في القامشلي، إثر تجدد المعارك العنيفة بين الطرفين لليوم الثاني على التوالي، وفق «المرصد السوري لحقوق الانسان» ونشطاء. وأفادوا أمس بمقتل حوالى 25 مقاتلاً من الطرفين. وأعلن الجيش الروسي انتهاء أعمال نزع الألغام من موقع تدمر الأثري بعد شهر من استعادة الجيش النظامي السيطرة عليه نهاية آذار (مارس) الماضي من عناصر «داعش»، الذين زرعوا الألغام والمتفجرات في أنحاء المدينة الاثرية.