«إنها صخرة قوة أمتنا». هذا ما قاله رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون في يوم الاحتفالات بعيد الميلاد ال90 للملكة اليزابيث التي شكرت بدورها جميع المهنئين على موقع «تويتر»، مضيفة في تغريدة أخرى: «أرسل أحرّ امنياتي لأولئك الذين يحتلفون بعيد ميلادهم التسعين». والملكة، في أي حال، ليست بعيدة من روح العصر. فهناك معلومات نشرتها صحيفة «الإندبندنت» مفادها أن إليزابيث أرسلت أول رسالة إلكترونية عام 1976 من إحدى قواعد الجيش البريطاني في وقت كانت الإنترنت والرسائل الإلكترونية أمراً سرياً محصوراً بعالم العسكر والاستخبارات. وفي رمزية «قوة الأمة»، دشنت الملكة لوحة المسار السياحي الجديد الممتد على مسافة 6.3 كيلومترات، ويربط 63 موقعاً في مدينة ويندسور الصغيرة غرب لندن، تشير الى سنوات تولي اليزابيث العرش، علماً انها تخطت في 9 ايلول (سبتمبر) الماضي الرقم القياسي لأطول ولاية ملكية والذي حملته جدتها فيكتوريا، وهو 63 سنة وسبعة اشهر. ووسط دوي طلقات المدافع على شرف الملكة في أنحاء البلاد، كان لافتاً تحيتها ب 62 طلقة من موقع برج لندن على طول نهر التايمز، فيما خصصت الفرقة الملكية للخيول 41 طلقة لتحيتها في حديقة هايد بارك. وحيا آلاف المهنئين الملكة خلال سيرها برفقة زوجها فيليب دوق أدنبره قرب مقر إقامتها في قلعة وندسور، ثم تابعوا ليلاً مراسم اضاءتها واحدة من ألف شعلة في المناسبة التي تضمنت ايضاً تسجيل أكبر أبنائها الأمير تشارلز، ولي العهد، رسالة إذاعية تلا خلالها أبياتاً من مسرحية «هنري الثامن» للأديب الانكليزي الشهير وليام شكسبير الذي تحتفل البلاد غداً السبت بمرور 400 عام على وفاته. ووجه نواب في مجلس العموم (البرلمان) وسياسيون خطابات تقدير للملكة. وقال كامرون: «عايشت جلالتها أوقاتاً خارقة في عالمنا، من الحرب العالمية الثانية، الى تقديم كأس العالم لكرة القدم للمنتخب الانكليزي في 1966، ثم لحظات هبوط أول انسان على سطح القمر بعد ثلاث سنوات. وبعدها نهاية الحرب الباردة، وصولاً الى حلول السلام في ارلندا الشمالية». وتابع: «وسط هذه التقلبات السياسية والثقافية الكثيرة، ظلت جلالتها ثابتة وصلبة تأكيداً لكونها صخرة قوة لأمتنا ومجموعة الكومنولث والعالم كله في مناسبات عدة». وتعود الملكة اليوم الى ممارسة مهماتها الرسمية المعتادة، وتقيم مأدبة غداء في قلعة وندسور للرئيس باراك اوباما الذي وصفها في فيلم وثائقي بريطاني بث الشهر الماضي بأنها «مصدر للقوة والإلهام ليس فقط لشعب بريطانيا، ولكن لملايين الأشخاص في العالم». وفي وقائع طريفة نشرتها وسائل إعلام بريطانية، أن الملكة لا تحتاج الى جواز سفر. فصاحبة التاج البريطاني معفاة من قوانين الهجرة، ويمكنها التنقل والدخول والخروج وعبور حدود الدول بحرّية، بل إن تاجها يكلل جوازات سفر البريطانيين التي تصدر باسمها. والأمر نفسه ينطبق على رخصة القيادة التي تصدر أيضاً باسم جلالتها. ويقال إنها تجيد القيادة، وتمارس هذه الهواية في المروج المحيطة بقصر وندسور الذي تمضي فيه عطل نهاية الأسبوع، وحدائق قصر بالمورال الصيفي في اسكتلندا. وفي حين أنه قد يكون معروفاً أن الملكة تملك من الناحية النظرية كل طيور البجع التي لا تحمل علامات مميزة في المملكة المتحدة، فإن الأقل شيوعاً أنها تملك ثروة سمكية هائلة، فهناك قانون يعود إلى عصر الملك إدوارد الثاني (حكم بين 1307 و1327) يسمح للملك بامتلاك «الأسماك الملكية» التي تشمل الحيتان والدلافين وخنازير البحر وسمك الحفش.