يصدف أحياناً، أن يلمس البعض وجود عقدة صغيرة أو أكثر في العنق خلف الأذن أو في منطقة ما تحت الإبطين، مفسراً وجودها بالتهابات بسيطة. صحيح أن الالتهابات قد تكون سبباً لتلمّس وجود عقدة أو أكثر في المناطق المذكورة، لكنها قد تخفي وراءها أحياناً مرضاً أكثر خطورة. المعروف أن الجسم يملك سلسلة من العقد اللمفاوية الموزعة في مناطق متفرقة أشهرها خلف الأذن، وتحت الفك، وتحت الإبطين، والمغبن، وهذه العقد تكون غير ملموسة في الحالة العادية، لكن لسبب ما قد تنتفخ وتكبر، فيصبح لمسها سهلاً إذا كانت على مقربة من سطح الجلد. وبالطبع، توجد عقد لمفاوية في مناطق عميقة في الجسم لا يمكن لمسها حتى ولو انتفخت، وهذه العقد توجد في داخل القفص الصدري بين الرئتين، وعلى طول العمود الفقري، وفي الحوض. ومن حسن الحظ، فإن غالبية حالات تضخّم العقد اللمفاوية تكون ناتجة من التهابات حميدة، لكن هذا لا يعني التقاعس بل قد يكون التضخم ناجماً عن ورم خبيث، لذلك تبدو أهمية عرضها على الطبيب من أجل إماطة اللثام عن السبب الحقيقي. وفي شكل عام، فإن كل عقدة لمفاوية أصيبت بالتضخم لمدة تزيد عن الشهر وكان قطرها يتجاوز السنتيمتر الواحد، فإنها تستوجب الاستشارة الطبية العاجلة. إن تضخّم العقدة اللمفاوية التالي لأسباب التهابية يكون رخواً ومؤلماً. في المقابل، فإن التضخم الذي لا يؤلم، ويتحرك تحت الإصبع يشك فيه أن يكون ورماً خبيثاً الى أن يثبت العكس. ويجدر التنويه هنا، الى أن الأشخاص الشديدي النحافة، يمكن تلمّس الغدد اللمفاوية لديهم في مستوى ثنية الفخذين من دون أن يعني ذلك وجود مرض.