فيما استبقت وكالة «رويترز» للأنباء إعلان نتائج التعداد السكاني الذي أجري في السعودية الشهر الماضي، ببث نتائج استطلاع أجرته تظهر توقعات بنمو سكان المملكة إلى 29.3 مليون نسمة بحلول سنة 2016، 8.5 مليون منهم وافدون كشف مكتب توظيف سعودي أن من بين عملائه الباحثين عن وظائف أربعة آلاف سعودي من خريجي جامعات أميركية وأسترالية وجامعات أجنبية أخرى. وأظهر تحقيق ل«رويترز» تباين تحليل الأطراف المعنية بالتوظيف لمسببات بطالة السعوديين، ما يزيد صعوبة كبحها. وذكرت «رويترز» أن الشركات تفضل الأيدي العاملة الرخيصة الآتية من آسيا، أو الخبراء الأجانب الذين يتقاضون أجوراً عالية، على رغم محاولات الحكومة السعودية بزيادة عدد السعوديين في القطاع الخاص، إذ ارتفعت نسبة البطالة إلى 10.5 في المئة العام الماضي من 8.2 في المئة في عام 2000. وهو ما يعزى جزئياً إلى النمو المتواصل للقوى العاملة المحلية من الشبان. وكان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز طالب رجال الأعمال الأسبوع الماضي بالتعاون مع المواطنين خصوصاً الشباب العائدين من الدراسة في الخارج، لإيجاد فرص عمل لديهم، وأن يتعاون رجال الأعمال مع الوزارات المعنية لإيجاد الوظائف لحديثي التخرج من الجامعات من المبتعثين وخريجي الجامعات السعودية. وقال رئيس مجلس إدارة مجموعة الزامل عبدالرحمن الزامل إنه لا يعتقد بأن هذه النسبة ستتغير كثيراً «ما دامت الحكومة متحررة ومنفتحة على توظيف موارد بشرية من الخارج». وقال أحمد الحميدان، وهو مسؤول في وزارة العمل، إن المشكلة تكمن في نوعية الوظائف التي تروق للسعوديين من حيث الرواتب المناسبة وساعات العمل والمظهر الاجتماعي. وتظهر البيانات أن عدد الأجانب الذين وظّفتهم شركات القطاع الخاص يساوي تسعة أمثال نظرائهم السعوديين. وبينما تكتسب حملات مثل حملة «السعودية للسعوديين» شعبية على «الإنترنت»، فإن مسؤولين يقولون إن هناك حاجة لتحقيق التوازن في القوى العاملة لتفادي التداعيات السلبية على الاقتصاد. وقال الحميدان إنه قد تنشأ سوق سوداء أو قد يحدث قصور في الخدمات التي تقدم للمواطنين. وقالت أماني باحسن، وهي مستشارة في الموارد البشرية لدى «وورلي بارسونز العربية»: «إن في البلاد كثيراً من الخريجين السعوديين الذين يأتون للشركة بحثاً عن عمل، لكنهم لا يمتلكون المؤهلات المناسبة، ويحتاجون جميعاً الى تدريب». ولكن حتى السعوديين الذين تلقوا تعليمهم في الولاياتالمتحدة أو أستراليا يواجهون صعوبة في إيجاد وظائف في المملكة. وقال طراد العمري رئيس «بيت السعودة»، وهو مكتب توظيف مقيد به أربعة آلاف سعودي من خريجي الجامعات الأجنبية إن الشركات توظف أشخاصاً أقل تأهيلاً من السعوديين لأنهم يدفعون لهم أجوراً أقل. وفي سياق متصل، أظهر استطلاع ل «رويترز» أن عدد سكان السعودية سيزيد بنسبة 15.4 في المئة في غضون السنوات الخمس المقبلة، وهو ما يرجع في الأساس إلى العمالة الأجنبية الماهرة المطلوبة للمشاريع الكبرى التي تستهدف تنويع اقتصاد المملكة الذي يعتمد على النفط. ومن المنتظر نمو سكان السعودية إلى 29.3 مليون نسمة في غضون خمسة أعوام وفقاً لمتوسط توقعات عشرة اقتصاديين استطلعت «رويترز» آراءهم في الفترة بين 21 نيسان (أبريل) و10 حزيران (يونيو). وتشير التوقعات إلى أن نمو الوافدين من نحو 6.2 مليون حالياً سيتجاوز وتيرة نمو المواطنين السعوديين.