أعرب مجلس الامن الدولي في ختام اجتماع طارئ الثلثاء عن "قلقه العميق" ازاء الوضع في دولة جنوب السودان حيث ارجئت مجددا عودة زعيم التمرد رياك مشار الى العاصمة جوبا تنفيذا لاتفاق سلام. والتأم المجلس في جلسة مغلقة بدعوة من الولاياتالمتحدة للاستماع الى تقرير بشأن الارجاء الجديد الذي حصل الثلثاء لعودة مشار الى جوبا كي يتسلم مجددا منصب نائب الرئيس بعد عامين من الحرب بين انصاره وانصار الرئيس سلفا كير. وقال وو هيتاو نائب السفير الصيني الذي تترأس بلاده مجلس الامن لشهر نيسان (ابريل) ان اعضاء المجلس "يدعوون جميع الاطراف الى تشكيل سريع لحكومة انتقالية وتطبيق كامل لاتفاق السلام". من جهته، قال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للصحفيين "تشعر الولاياتالمتحدة بخيبة أمل شديدة لإخفاق ريك مشار في العودة إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية." وقال كيربي إن الإخفاق في العودة يمثل "قرارا متعمدا" من مشار بعدم احترام التزاماته لتنفيذ الاتفاق الرامي إلى إنهاء الصراع. وأضاف "إخفاقه في الذهاب إلى جوبا رغم جهود المجتمع الدولي يضع شعب جنوب السودان في خطر تفاقم الصراع والمعاناة." ودعا كيربي الحكومة إلى "ممارسة أقصى قدر من المرونة من أجل السلام" ودعا مشار للعودة إلى جوبا. وخلال الجلسة ابلغ رئيس عمليات حفظ السلام في الاممالمتحدة ايرفيه لادسو مجلس الامن عن وجود خلافات بشأن الترتيبات الامنية المتعلقة بالسماح للمسلحين المتمردين بالتمركز في جوبا لضمان سلامة زعيمهم تمهيدا لوصوله الى العاصمة. وبحسب دبلوماسيين فان لادسو اعرب عن امله في ان يعود مشار الى جوبا اليوم (الاربعاء). وكانت عودة مشار من باغاك في شرق البلاد على الحدود مع اثيوبيا الى جوبا مرتقبة في الاصل الاثنين، لكنها ارجئت الى الثلثاء "لاسباب لوجستية". والثلثاء قال المتحدث باسم مشار ان الارجاء الجديد يعود للاسباب نفسها من دون ان يحدد مدة هذا الارجاء. واضاف "انه آت لكن متى؟ سنبلغكم بالامر". وبموجب اتفاق السلام الموقع في 26 اب (اغسطس) 2015، عاد 1370 جنديا وشرطيا متمردا الى جوبا لضمان سلامة مشار الذي يعود لتشكيل حكومة انتقالية مع منافسه كير. ويتهم المتمردون القوات الحكومية بتعزيز وجودها في العاصمة التي يفترض رسميا ان تكون منزوعة السلاح ضمن نطاق 25 كيلومترا، باستثناء وجود وحدات عسكرية بموجب اتفاق السلام. لكن الجيش ينفي هذه التهم. وكان الرئيس سلفا كير اعاد مشار الى منصبه هذا في شباط (فبراير) ما اتاح المضي في تطبيق اتفاق السلام الذي ينص على وقف اطلاق نار وآلية لتقاسم السلطة. وكان مشار تولى منصب نائب الرئيس بين تموز(يوليو) 2011 وتموز (يوليو) 2013 عندما اقاله كير. وتعتبر عودة مشار في اطار اتفاق السلام افضل فرصة لانهاء اكثر من سنتين من الحرب الاهلية التي اغرقت احدث امة في العالم في الفوضى ودفعتها الى حافة المجاعة. وقتل عشرات الاف الاشخاص في حرب شهدت فظاعات عديدة اضطرت اكثر من مليون شخص الى النزوح فيما بات نحو ستة ملايين بحاجة لمساعدات غذائية ملحة.