يضع قائد المنتخب النيجيري نوانكو كانو نصب عينيه أن ينهي مشاركاته الدولية بقيادة «النسور الممتازة» إلى إنجاز تاريخي في نهائيات مونديال جنوب أفريقيا 2010. ستكون المناسبة مثالية أمام كانو وزملائه لتحقيق المفاجأة المدوية على حساب «الكبار» التقليديين، لأن نهائيات النسخة التاسعة عشرة من العرس العالمي تقام على الأراضي الأفريقية للمرة الأولى. «في كرة القدم لا يمكنك أن تتوقع ما سيحصل. نريد منتخباً أفريقياً في النهائي، وإذا كان هذا المنتخب نيجيرياً فالأمر سيكون رائعاً»، هذا ما قاله كانو الذي سيخوض النهائيات للمرة الثالثة بعد نسختي 1998 و2002. وأضاف لاعب بورتسموث الإنكليزي: «يجب أن نكون إيجابيين وأن نؤمن دائماً بإمكان تحقيق هذا الأمر (الوصول إلى النهائي)، وأعتقد فعلاً أنه بإمكاننا أن نحقق شيئاً في كأس العالم. هدفنا سيكون أن نصل إلى نصف النهائي أو النهائي وبإمكاننا أن نحققه. هذا هو حلمنا ونريد أن نواصل مشوارنا نحوه وتحقيقه». خاض كانو أكثر من 80 مباراة دولية، ويعتبر أحد أفضل اللاعبين الذين عرفهم منتخب «النسور الممتازة»، وهو أكثر اللاعبين الأفارقة حصداً للألقاب كما أنه اللاعب الوحيد من التشكيلة التي شاركت في مونديال 1998. توّج كانو بلقب أفضل لاعب أفريقي مرتين، وفاز بالميدالية الذهبية الأولمبية عام 1996 وشارك في أوائل العام الحالي في كأس الأمم الأفريقية للمرة السادسة في مسيرته. وعلى رغم أن لياقته البدنية تأثرت بسبب تقدمه بالعمر (34 عاماً اعتباراً من الشهر المقبل)، فإنه ما زال يحتفظ بلمساته المهارية الجذابة التي عرف بها في شبابه، وينظر إليه الجميع في فريقه وبلده كرمز وطني وعنصر خبرة لا غنى عنه. وسواء حقق في جنوب أفريقيا ما يحلم به أم فشل في ذلك، فإنه سيسدل الستار على مسيرته الكروية وهو يعلم أنه كان أحد اللاعبين الأفارقة الذين تركوا لمساتهم في الملاعب الأوروبية والأفريقية والعالمية. رأى كانو أن فشل نيجيريا في التأهل إلى نهائيات مونديال 2006 زاد من عزمه ليقود بلاده إلى ما بعد الدور الأول في النسخة الحالية، مضيفاً: «نحن نعشق كرة القدم، ولا يريد أحد في نيجيريا أن يسمع منا أي أعذار، يريدون أن نحقق نتيجة جيدة، ويجب أن نرتقي فعلاً إلى مستوى تطلاعتهم». من المؤكد أن كانو يعرف جيداً طريقه إلى النجاح إذ توج مع اياكس امستردام الهولندي بلقب دوري أبطال اوروبا عندما كان في الثامنة عشرة من عمره، وبعد عام واحد كان يحمل شارة قيادة المنتخب النيجيري الذي فاز بالميدالية الذهبية الأولمبية في اتلانتا 1996. ثم بدا ان اعتلال قلبه والجراحة التي خضع لها سيقضيان على مسيرته الكروية، لكنه عاد الى أعلى مستوياته عام 1999 وسطر لنفسه تاريخاً جديداً مع أرسنال الإنكليزي الذي انتقل إليه من انتر ميلان الإيطالي. وعلى رغم أنه معروف بكونه صانع ألعاب أكثر من كونه هدافاً، فهو سجل 44 هدفاً في 198 مباراة خاضها مع الفريق اللندني الذي فاز معه بلقب الدوري مرتين وبالكأس المحلية مرتين. وستبقى دائماً في الذاكرة الأهداف الثلاثة الرائعة التي سجلها خلال 17 دقيقة في مرمى تشلسي عام 1999. وكان كانو من أعمدة المنتخب دائماً حتى مع تذبذب مستوى «النسور الممتازة» في السنوات الأخيرة، وهو خاض ست مباريات في التصفيات المؤهلة للنهائيات الحالية، ووصل مع منتخب بلاده الى نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها أنغولا في أوائل العام الحالي. ويأمل كانو بأن تنتهي المباراة الأولى لمنتخب بلاده في العرس الكروي العالمي بنتيجة جيدة، لكن الأمور ستكون صعبة على المنتخب الأفريقي الذي يستهل مشواره في مواجهة الأرجنتين ضمن المجموعة الثانية التي تضم اليونان وكوريا الجنوبية.