حقق معرض الكتاب الخيري الرابع، الذي نظمه نادي الرياض الأدبي بداية الأسبوع الجاري وانتهى مساء الأربعاء الماضي، مبيعات كبيرة، ستذهب للجمعية الخيرية لمكافحة السرطان، بحسب ما أعلن رئيس النادي الدكتور عبدالله الوشمي. وكان المعرض الذي شاركت فيه جهات عدة منها دارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك فهد وجمعية الناشرين وجمعية الثقافة والفنون ومركز حمد الجاسر ودار الثلوثية وأندية تبوك والطائف والقصيم، إضافة إلى بعض المكتبات ومجموعة كبيرة من الأفراد بينهم وكلاء وزارة ومثقفون بل حتى أطفال، افتتح السبت الماضي بمشاركة الأديب الشيخ عبدالله بن إدريس ووكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر وصاحبه جلسات نقاش لثلاثة كتب صدرت حديثاً وهي: المجموعة الشعرية الكاملة لابن إدريس و«عروبة اليوم» للدكتور عبدالعزيز السبيل ومعجم الإبداع الأدبي في المملكة العربية السعودية للباحث، إضافة إلى حفلات توقيع مفتوحة لمؤلفيها. وأشار رئيس النادي الدكتور عبدالله الوشمي إلى أن أهداف المعرض «تتمثل في تفعيل الجانب الخيري والمساهمة في نشر الثقافة وإعادة تسويق الكتاب وإدارة المنزل واقتصاد البيت»، مضيفاً أن المعرض يأتي احتفاء بالبيعة وتقديماً لصيغة جديدة من العمل الخيري كما درج النادي في دوراته الثلاث السابقة إضافة إلى أن الجديد في هذه الدورة «مصاحبته بحفلات كتب في ثلاث فعاليات أقيمت أيام السبت والأحد والاثنين على التوالي». في الفعالية الأولى، التي خصصت للحدث عن مسيرة الشيخ الأديب عبدالله بن إدريس الإبداعية، كشف ابن إدريس عن لقائه بالعقاد الذي أثنى على كتابه «شعراء نجد المعاصرون» وطلب منه أن ينقل لشعراء نجد أن يتمسكوا بالقصيدة العمودية في مقابل الشعر الحر، عندما اطلع على قصيدة منه في الكتاب. وعزا ابن إدريس سبب كتابته عن شعراء نجد المعاصرين إلى: «رأيت أن من واجبي أن أكتب عن نجد وشعرائها لعدم وجود من كتب عنهم، مقارنة بما كتب عن الحجاز وعسير والإحساء». وتناولت الدكتورة مساء الخواجا محطات من حياة ابن إدريس من زاوية نقدية، وأنه أحد أساتذة جيل السبعينات والثمانينات الهجرية، معرجة على عدد من القراءات التي تعرضت لأسلوبه الشعري ذي النزعة الرومانسية. واختتمت الخواجا بالتوقف عند قدرته على الكتابة الجديدة مع محافظته على روح القصيدة التقليدية. وفي الفعالية الثانية التي خصصت لتوقيع كتاب «عروبة اليوم» للدكتور عبدالعزيز السبيل، مساء الأحد، وصف كل من محيي الدين محسب وحسين الواد وأحمد حيزم ومحمد البقاعي الكتاب ب «الجاد الباحث عن رؤية ثقافية ما بين طرفي الثبات والتغير والخصوصية والعولمة، والذي يستشرف بدائل الحلول». وتحدث حيزم في البداية فأشار إلى أن المثقف صاحب مشروع، وقدم قراءة سريعة وفاحصة للكتاب، كما طرح تساؤلات مثل: ماذا نريد أن نكون؟ وما هي واجبات المثقف والمؤسسات الثقافية؟، وتمنى حيزم أن تتم ترجمة الكتاب إلى لغات أجنبية عدة، حتى يعرف الآخر من نحن، وما هو فكرنا. أما الدكتور محسب فقال إننا إزاء كتاب جاد ولذلك علينا أن نكون جادين في قراءتنا له، مضيفاً «أن كل مقالات الكتاب «عبارة عن إدارة حوارات مع قضايا وأدوار وأعلام، كما أنه كتاب موجه للمثقف وللعامة على حد سواء بهدف إيصال آراء الكاتب وفق عرض مبسط». وتساءل عن الرؤية الثقافية التي تكمن وراء كل المقالات التي وردت في كتاب «عروبة اليوم»، مشيراً إلى أن عنوان الكتاب «يفضي إلى مقارنة مع عروبة الأمس، لكن الأهم أن هناك عروبة الغد فماذا نحن صانعون إزاء جيل الغد». من جهته قال الدكتور البقاعي في ورقته إنه مشغول حالياً بترجمة كتاب فرنسي عن العولمة والتنوع الثقافي، يتقاطع مع كتاب السبيل، مشيراً إلى أن في ثنايا الكتاب «تعبيراً عن الغربة والهوية والنمط المعماري وأشياء من واقع الأمة». أما في الفعالية الثالثة فقد طالب الباحث اليوسف قبل حفلة توقيع كتابه «معجم الإبداع الأدبي في المملكة العربية السعودية» إدارة النادي الأدبي إكمال طباعة أجزاء المعجم للأقسام الأدبية الأخرى، قبل أن يتحدث عن المصاعب التي تعترض العمل الببلوجرافي ليس في رصد القوائم بل في تحليلها. فيما تحدث الدكتور أمين سيدو عن اليوسف وكتابه. وقال بعد أن عرض مفهوم الببلوجرافيا واهتمام المسلمين به، إن اليوسف «ينتمى لفئة الكتاب العرب الذي اهتموا بهذا الجانب»، مضيفاً أن تاريخ الضبط الببلوجرافي في المملكة «بدأ من الإذاعة ثم وزارة المعارف ثم المكتبات الوطنية وبعض الجهات الإدارية». وذكر أن كل أنواع الببلوجرافيات النسقية والوصفية وغيرها «تتطلب الإلمام برؤوس المواضيع والتمكن من تصنيف المعرفة».