صعّد الزعيم الديني العراقي مقتدى الصدر ضغوطه على رئيس الوزراء حيدر العبادي، وطالبه بتقديم حكومة تكنوقراط خلال مهلة 72 ساعة تنتهي غداً، ونظم المئات من أنصاره اعتصامات أمام أربع وزارات في بغداد، وحال إغلاق الطرق المؤدية الى المنطقة الخضراء من دون وصول المتظاهرين إليها. وهتف المتظاهرون الذين رفعوا الإعلام العراقية شعار «نعم نعم للعراق.. كلا كلا للفساد»، كما رفعوا شعارات تطالب الوزراء بالاستقالة، فيما تجمع آخرون في ساحة التحرير، وسط بغداد، للضغط على القيادات السياسية لاختيار حكومة جديدة بعدما توعدوا في بيان، باستئناف الاحتجاجات ما لم يتفق رؤساء الحكومة والبرلمان والجمهورية على اقتراحه خلال ثلاثة أيام. ونصب المتظاهرون عشرات الخيم في ساحة التحرير بينها خيم للنساء، فور دعوة الصدر الى «الضغط على الوزراء ومقراتهم لتحقيق هذا المطلب»، وأمهل العبادي 45 يوماً «لتصحيح مسار بقية العملية السياسية كالدرجات الخاصة والهيئات وغيرها». وأغلقت قوات الأمن المكلفة حماية الوزارات المحاصرة البوابات ومنعت الموظفين من الخروج، كما شوهدت طائرات مروحية تحلق فوق المتظاهرين. وقال شهود ل «الحياة» إن «المئات من الغاضبين حاصروا وزارات العدل والخارجية في منطقة الصالحية، والثقافة والإعمار والإسكان في منطقة العلاوي، وسط بغداد». وقال محمد خيون، وهو أحد المشرفين على التظاهرات إن «هدفنا انهاء المحاصصة السياسية قبل كل شيء». بدوره، قال عماد شايت (39 سنة) إن «مطالبتنا بالإصلاح تهدف الى تأمين مستقبل اطفالنا لأن هؤلاء السياسيين لم يقدموا للبلد اي شيء منذ توليهم المسؤولية عام 2003 وحتى الآن». وتابع «لا يعرف هؤلاء كيف يعيش العراقيون او الظروف القاسية والفقر»، مؤكداً: «سنواصل الاعتصام لأنه يخدم جميع العراقيين». ويواجه العبادي معارضة شرسة من الكتل السياسية الكبيرة التي تتمسك بمرشحيها وبعضها لديه فصائل مسلحة. وتتضمن خطته المدعومة من التيار الصدري اصلاحات من خلال ادخال شخصيات أكاديمية وتكنوقراط الى الحكومة. لكن الكتل السياسية الكبيرة التي تهمين على السلطة وتتقاسم المناصب المهمة تعرقل ذلك. وفشل البرلمان العراقي في التوصل الى اتفاق على تشكيل حكومة جديدة وأرجأ التصويت على حكومة العبادي ثلاث مرات بعدما قدم رئيس الوزراء تشكيلة في نهاية آذار (مارس) الماضي. وقال النائب عن كتلة «الأحرار» التابعة للصدر برهان المعموري ل «الحياة» إن «خيم الاعتصام ستنصب أمام جميع مباني الوزارات لإجبار الوزراء على إعلان استقالاتهم». واتهم المعموري «الكتل في البرلمان بالمماطلة والتسويف والحرص على منافعها ومكاسبها وعدم التعاطي بجدية مع تشكيل حكومة تكنوقراط لا دور للأحزاب فيها». وتشهد البلاد أزمة نيابية منذ أيام بعد اقدام العشرات من النواب على إقالة رئيس البرلمان سليم الجبوري من منصبه، وتعهدوا إقالة كل من رئيسي الوزراء الجمهورية.