قتل 22 مدنياً على الأقل من جراء قصف على مدينة حلب شمال سورية، وهي الحصيلة الأكبر لعدد الضحايا منذ بدء سريان الهدنة في شباط (فبراير) بين النظام والمعارضة، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الأحد). وإضافة إلى مدينة حلب، تتواصل الاشتباكات على جبهات عدة في محافظة حلب بعدما تصاعدت حدتها بداية الأسبوع الحالي. وفي مدينة حلب، أفاد «المرصد السوري» عن «مقتل ستة مدنيين على الأقل وإصابة ثمانية آخرين بجروح أمس من جراء قصف للطائرات الحربية على حيي جب القبة ومشهد» في الجزء الشرقي من المدينة الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة. وردت الفصائل الإسلامية والمقاتلة بحسب «المرصد»، مستهدفة الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، ما أسفر عن 16 قتيلاً بينهم عشرة أطفال. وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن، إن «هناك تصعيداً واضحاً، هو الأكثر عنفاً، في مدينة حلب وريفها من الأطراف كافة» منذ بدء الهدنة في سورية في 27 شباط (فبراير) الماضي. وتابع أن «الهدنة في كامل سورية باتت مهددة أكثر من أي وقت مضى من جراء هذا التصعيد، إذ إن لمحافظة حلب ومدينتها أهمية كبيرة وينتشر فيها جميع أطراف النزاع». وأضاف أن «حلب تمتلك مفتاح السلام والحرب في سورية». ومنذ العام 2012، تشهد حلب معارك شبه يومية بين الفصائل المقاتلة في الأحياء الشرقية وقوات النظام في الأحياء الغربية، تراجعت حدتها بعد اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي شملها. وتتواصل الاشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة في حي جمعية الزهراء غرب المدينة وحي صلاح الدين الذي يربط الجزءين. وتتنوع في محافظة حلب الجبهات وأطراف النزاع، إذ تخوض قوات النظام معارك ضد «جبهة النصرة» والفصائل المقاتلة المتحالفة معها في ريف حلب الجنوبي والمناطق الواقعة شمال مدينة حلب. كذلك، تدور معارك بين تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وقوات النظام في ريف حلب الجنوبي الشرقي، وأخرى بين التنظيم المتطرف والفصائل المقاتلة قرب الحدود التركية في أقصى ريف حلب الشمالي. وتتقاسم قوات النظام والمتطرفون والأكراد والفصائل المقاتلة و«جبهة النصرة» السيطرة على هذه المحافظة. وعلى رغم أن اتفاق وقف الأعمال القتالية يستثني «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش»، إلا أن انخراط «جبهة النصرة» في تحالفات عدة مع فصائل مقاتلة ومشاركة الفصائل في المعارك، من شأنه أيضاً تهديد الهدنة.