باريس - أ ف ب - ندد المخرج المصري يسري نصرالله بمحاولات المنع التي تتعرض لها الأعمال الثقافية والفنية في العالم العربي، وذلك في كلمته التي ألقاها خلال تسلمه مع وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ جائزة الدوحة عاصمة للثقافة العربية في باريس مساء أول من أمس. وقال يسري نصرالله «الثقافة قوية لكنها هشة ايضاً، واليوم فإن اعمالاً ضخمة ومهمة ولا يمكن المس بها مثل كتاب «ألف ليلة وليلة» الذي كان باعثاً على الحلم لدى البشرية جمعاء، تتعرض في بلدي وفي بلدان اخرى للمنع عبر محاكمات لقوى تريد السيطرة (...) على الأحلام كي تحسن منعها». ودعا نصرالله عواصم الثقافة العربية ومنها الدوحة للتصدي لمحاولات المنع، مشيراً الى ان «المنع هو التحدي الذي على العواصم العربية الثقافية التصدي له، ومعها جميعاً عشاق الحرية الذين قرروا التصدي لمثل هذا التحدي، تحدي تحرير أحلامنا». أما عن الجائزة فقال: «اجد رائعاً ان العواصم الثقافية العربية وقطر اليوم تضع الثقافة في المقدمة كطريق للمستقبل»، مشيراً الى انه شاهد السنة الماضية خلال مهرجان «الدوحة - تريبكا السينمائي» مجموعة افلام قطرية قصيرة لشباب قطريين «عبّروا عن روح البلد»، وقال: «احسست ان السينما المصرية ستكون افضل عندما يكون هناك تعبيرات سينمائية في كل البلدان العربية». وأضاف نصرالله انه حين يعبر الآخرون عن احلامهم عبر السينما فهم يساعدون العالم على التعبير عن احلامه المفتوحة على كل شيء والبعيدة عن كل الأحكام المسبقة. وشكر يسري نصرالله في كلمته وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ: «ليس فقط لاختياره ترشيحي لهذه الجائزة المهمة، ولكن للعمل الذي قام به دائماً لخلق حلقات وصل بين ثقافتينا» ملمحاً الى الدور الذي قام به لانغ في انتاج «وداعا بونابرت» ليوسف شاهين الذي كان اول انتاج مشترك فرنسي - مصري العام 1985. وأشاد جاك لانغ بقطر كبلد عربي يهتم بالتعليم والثقافة، وقال: «فرنسا مرتبطة بكم بهذه الصداقة الحميمة عبر الف مشروع ومشروع». وأضاف ان «الدوحة مكان للانفتاح والتبادل والعلاقة بين الثقافتين العربية والفرنسية متصلة بألف طريق... معاً سنخوض مغامرات جميلة أخرى». وأشاد لانغ بنصرالله معتبراً اياه «مثالاً للثقافة الحية المبدعة والانفتاح على الحرية وعلى العالم كما كان يوسف شاهين» الذي عمل نصرالله بداية مساعد مخرج معه. وسلم سفير قطر في باريس محمد جهم الكواري جائزة الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010 للشخصيتين خلال احتفال أقيم في مقر السفارة القطرية في باريس. وتبلغ قيمة الجائزة عشرة آلاف يورو لكل مكرم. ونوه السفير في كلمته بالدور الديناميكي الذي قام به جاك لانغ في القطاع الثقافي على مختلف الصعد خصوصاً السينمائية وفي مجال الموسيقى حيث تحول عيد الموسيقى الذي احياه لانغ الى عيد يحتفي به العالم. واعتبر ان لانغ «شارك في الحركة الدولية للفكر ودعم الإنتاج السينمائي المشترك العربي - الفرنسي». وأثنى السفير القطري على المخرج المصري وأعماله التي ساهمت في «تعريف الأوروبيين على المجتمعات العربية بتعدديتها» مكوناً في ذهن الغرب «صورة مختلفة عن المجتمعات العربية حين تكلم بخفة وعمق عن السياسة وعن المجتمع وعن المادة الإنسانية منذ «باب الشمس» و «المدينة» وأخيراً في فيلمه «شهرزاد»». كذلك نوه بالعلاقة المتميزة بين فرنسا وقطر وبالتعاون القائم بين البلدين خصوصاً في المجال الثقافي، معتبراً ان الدوحة «تحولت الى مكان للقاء بين مختلف المجالات الفنية». وختم كلمته مشيراً الى ان الثقافة تحولت الى عامل مهم يساعد على التضامن بين الشعوب مستشهداً بقول لبروست «بالفن وحده نستطيع تجاوز ذواتنا». وتمنح السفارة القطرية في باريس جوائز دورية للمثقفين العرب أو الذين كان لهم دور في دعم الثقافة العربية وستمنح هذه الجوائز على مدى 22 اسبوعاً في كل مرة لشخصيتين من المثقفين والمبدعين العرب والفرنسيين. وسبق للجائزة ان منحت في الأسابيع الماضية للكتاب والمفكرين والشعراء محمد اركون ومالك شبل وطاهر بن جلون وصلاح استيتية وفينوس خوري غاتا ودومينيك دو فيلبان وإيمانويل تود وآخرين. وستمنح الجائزة الأسبوع المقبل لإلياس خوري وريجيس ديبري، كما ستمنح لشخصيات أخرى لاحقاً.