اعتبرت روسيا اليوم الأربعاء أن تعاونها التجاري والاقتصادي مع أفغانستان قد يخفف من تجارة المخدرات المتدفقة من الأراضي الأفغانية، لافتاً إلى أن التجارة بين البلدين تراجعت خلال الأشهر الخمسة الأخيرة 28%. ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن نائب وزير الاقتصاد إيغور مانيلوف قوله في المنتدى الدولي المنعقد في موسكو حول إنتاج المخدرات في أفغانستان "نظن أنه إضافة إلى الجهود السياسية والعسكرية المبذولة، فهناك حاجة لمجموعة من الإجراءات لتطوير الاقتصاد الأفغاني". ولفت إلى إمكانية أن يخفف تعاون بلاده تجارياً واقتصادياً مع أفغانستان، من دفق المخدرات الأفغانية. وأشار إلى أن بلاده قد خبرت العمل مع أفغانستان في مجالات الطاقة والبناء والغاز، لكن التجارة بينهما أعيقت منذ العام 2005. ولفت إلى أن التجارة الروسية الأفغانية وصلت إلى 350 مليون دولار في العام 2009، وقد تراجعت خلال الأشهر الخمسة الأخيرة 28%. وأضاف أن "هناك حاجة لقرارات جديدة، تضم إنشاء زراعة بديلة (عن المخدرات)". ولفتت الوكالة على أن رئيس الهيئة الفيدرالية الروسية للرقابة على تجارة المخدرات فيكتور ايفانوف، دعا المشاركين في المنتدى المنعقد تحت عنوان "إنتاج المخدرات الأفغانية يشكل التحدي للمجتمع الدولي" إلى تشكيل وكالة خاصة في أفغانستان يمكنها تحفيز التطور الاقتصادي في البلاد. وكان الرئيس الروسي دميتري مدفيديف اعتبر اليوم في المنتدى أن على الأسرة الدولية الأخذ على عاتقها مسؤولية صياغة نهج موحد لمكافحة المخدرات الأفغانية التي تشكل تحدياً لها، لافتاً إلى أن انعدام المكافحة الفعالة لتجارة هذه المخدرات من شأنها أن تغذي مشاكل أخرى وخصوصاً "الإرهاب". ونقلت وسائل إعلام روسية عنه قوله أمام ان "على الأسرة الدولية وليس دول بمفردها مهما كانت مواردها ضخمة، أن تأخذ على عاتقها مسؤولية صياغة نهج موحد في هذا المجال". وأشار إلى أن المهمة العامة تكمن في الحيلولة دون عولمة "الموجات الإجرامية"، مضيفاً أن انعدام المكافحة الفعالة لتجارة المخدرات يغذي مشاكل أخرى وبالدرجة الأولى مشكلة "الإرهاب" الخطيرة. ووصف مدفيديف إنتاج المخدرات في أفغانستان بأنه تحد للأسرة الدولية، مشيرا إلى ان المنظمات الدولية والإقليمية تقوم بمواجهة خطر المخدرات الأفغاني، لكن جهودها لم تؤد حتى الآن إلى النتائج المرجوة. ولفت إلى أن كافة البلدان التي تنتج المخدرات والمخدرات الثقيلة على وجه الخصوص تشكل خطراً على العالم، وأن أية "ألعاب سياسية حول هذه القضية التي اكتسبت طابعاً إنسانيا شاملاً تعد أمراً مرفوضاً، لأنها تلحق ضرراً بالجهود الدولية وتضعف التحالف المضاد للمخدرات". وقال إن القضية اكتسبت أبعاد كارثية، مضيفاً أن المشكلة ليست في أن افغانستان تنتج المخدرات بل وأن هذا الخطر تعدى منذ زمن حدودها و"صار يعم روسيا والدول المتاخمة والقسم الأكبر من دول اوروبا الى جانب امريكا وكندا". وكان ممثل روسيا في "الناتو" دمتري روغوزين دعا حلف شمال الاطلسي "الناتو" إلى لعب دور أكبر في مكافحة إنتاج المخدرات في أفغانستان، وقال "إن على الحلف القيام بخطوة أكثر نشاطاً في مكافحة إنتاج المخدرات في أفغانستان". وأضاف "إننا لسنا راضين بأن الولاياتالمتحدة أتلفت نباتات الكوكا في أميركا اللاتينية وتقول إنها ليست الطريقة التي تعتمد في أفغانستان". وأشار إلى ان الناتو يعتقد بأن على الاقتصاد الأفغاني أن يتحسّن قبل أن يعود القضاء على حقول الخشخاش ليلازم الحلف مجدداً. من جهته، قال رئيس الهيئة الفيدرالية الروسية للرقابة على تجارة المخدرات فيكتور ايفانوف، قبيل انعقاد المنتدى في موسكو إن الأرباح من تجارة المخدرات الأفغانية تموّل الاضطرابات في أنحاء العالم. وأضاف "إن تهديد المخدرات الأفغانية هو مشكلة عالمية. فالأرباح من تجارة هذه المخدرات تموّل الاضطرابات واعمال الشغب في مختلف أنحاء العالم، بينها اوروبا وروسيا". وأعرب عن أسفه بأن الزعماء الأوروبيين لا يعرفون جيداً مدى هذه المشكلة، رغم انها حادة خصوصاً في وسط وشرق أوروبا، وسمى كوسوفو كموزع عام للمخدرات الأفغانية. وقال "يمكننا القول بأمان بأن تهديد المخدرات واسع المدى من أفغانستان يرتبط بتهديد الإرهاب حول العالم، وعلينا أن نكافحه معاً". ويحضر حوالي 200 خبير وسياسي ومتخصص في السيطرة على المخدرات من 40 دولة هذا المنتدى المنعقد في موسكو حتى يوم غد الخميس حيث ستناقش فيه سبل وقف دفق المخدرات من أفغانستان. وقد ازداد انتاج المخدرات في أفغانستان بشكل دراماتيكي منذ العام 2001.