تجاوزنا مشكلة تبديل المواليد بعد الوعود المتكررة التي قضت بضرورة كلبشة يد ورجل المولود بأسورة في يد والدته، أو ربما في رجلها أيضاً... على رغم أن بعض الأخطاء الصحية ما زالت تطالعنا بين الحين والآخر، أيضاً تجاوزناها، وفينا بعض امتعاض لتبسيطه، وشكاوى هنا وهناك. ولكن أن يكون المرء على قيد الحياة يتنفس، ويفاجأ أنه ميت في سجل المستشفى الذي يعالج فيه كما حدث مع والد طفل في مستشفى حائل العام، وذلك في الخبر المنشور الذي جاء فيه «ديلوج أو دويتو» عن الحديث الذي دار بين موظف من المستشفى وبين والد الطفل، الذي على إثره فتحت الشؤون الصحية في منطقة حائل التحقيق مع طوارئ مستشفى حائل العام، إثر شكوى مواطن رفض قسم الطوارئ استقبال ابنه، بحجة أن الملف الطبي يفيد بأن الطفل متوفى منذ شهرين، وسط ذهول الأب وابنه الذي كان برفقته. وأكد ل«عكاظ» الناطق الإعلامي في الشؤون الصحية سعود العبدالكريم الملق أن التحقيقات جارية، مشيراً إلى أن «الخطأ إداري وليس طبياً، وفي حالة ثبوته سيأخذ المواطن حقه وفق الأنظمة والقوانين». وبين عبدالله العنزي والد الطفل مازن (11عاماً)، أن الأخير تعرض لوعكة صحية ونقله إلى طوارئ مستشفى حائل العام السبت الماضي «إلا أن موظفي المستشفى رفضوا استقبال ابني بعد أن طلبوا مني رقم الملف والاسم الرباعي، وبالاستفسار من موظف السجلات الطبية فوجئت بأنه يقول ابنك متوفى في 10/4/1430ه». وأوضح العنزي أن «ابني كان برفقتي وسمع الموظف وهو يردد اسمه ويؤكد أنه ميت، وحاولت أن أفهمه أنه حي وهو معي، وأن هناك خطأ ربما في الأسماء أو الملف، ولكنه أكد أن الأوراق سليمة، وذهلت من إصرار الممرضين والموظفين على وفاة ابني الذي دخل في نوبة بكاء على رغم الألم الذي جاء من أجله، وخرجت من المستشفى بعدما قدمت شكوى للمدير، وأضاف والد الطفل: «أن الوحيد الذي تعاطف معي المدير الطبي للطوارئ الدكتور حسن عاشور، الذي كشف أن هناك خطأ في إدخال البيانات، إذ كان ابني في المستشفى قبل شهرين وبقي لمدة ثلاثة أيام، وعند خروجه كتب متوفى على الملف. من جانبه، قال الطفل مازن: «نسيت ألم المعدة عندما قال الموظف لأبي: مازن متوفى، كيف تعالج بملف ابنك المتوفى، وهنا خفت، فكيف يقول إنني ميت ويرفض علاجي، لن أعود لمراجعة المستشفى مهما كلف الأمر، حتى لو توفيت في المنزل» نعم يا سادة كيف يعالج الابن المتوفى؟ ولا أدري ما هو السبب هل هو الإهمال؟ أم هو تحميل الموظفين أعمالاً توقعهم في الخطأ ولا تتناسب مع مؤهلاتهم؟ أم توكيل الأعمال المهمة إلى موظفين غير متدربين؟... أم عدم اتباع الإجراءات اللازمة التي من أهمها التأكد من كل المعلومات قبل ختم الملفات بكلمة غير محبوبة وهي كلمة (متوفى)! بصراحة، لا نريد من وزارة الصحة عقوبة الموظف إنما نريد معرفة الكيفية التي حدث فيها هذا الخطأ، ونريد معرفة الإجراءات المتبعة للحيلولة من دون حدوثه مرة أخرى مع عزائنا الشديد لملف مازن العنزي، ودعواتنا له بطول العمر، وتجاوز الأزمة النفسية مع الإصرار على تغيير الملف بأسرع وقت ممكن قبل أن نقول له يا عيشك!