شن الطيران الروسي أمس غارات مكثفة على ريف حلب الجنوبي دعماً للقوات النظامية السورية والميليشيات الموالية لها في معاركها ضد فصائل معارضة، بالتزامن مع شن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة غارات على الريف الشمالي للمدينة دعماً لفصائل معارضة لطرد «داعش» قرب حدود تركيا. وقال رئيس الوزراء السوري محمد وائل الحلقي ان الطيران الروسي والجيش النظامي يعدان معركة استعادة حلب، ثاني أكبر مدينة سورية، فيما قالت بسمة قضماني الناطقة باسم «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة أن الهدنة على وشك الانهيار، وذلك عشية وصول المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الى دمشق للقاء وزير الخارجية وليد المعلم اليوم قبل توجهه الى طهران في إطار تهيئة ظروف استئناف مفاوضات جنيف الأربعاء. وكان دي ميستورا أعلن قبل أيام انه لم يطلب لقاء الرئيس بشار الأسد خلال زيارته العاصمة السورية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» عن «معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وبينها جبهة النصرة من جهة أخرى، على محاور عدة في ريف حلب الجنوبي». وأضاف ان «19 مقاتلاً على الأقل من الفصائل قتلوا جراء القصف والاشتباكات في ال 24 ساعة الفائتة مقابل 16 آخرين على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين». وأشار الى انه «ارتفع إلى نحو 40 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي السوري والروسي على أماكن في ريفي حلب الغربي والجنوبي». في الطرف الآخر لحلب، استمرت المعارك بين «داعش» وفصائل معارضة. وقال «المرصد» إن قاذفات حربية «يعتقد بأنها تابعة للتحالف الدولي، نفذت ما لا يقل عن 22 ضربة جوية على مناطق في قريتي غزل وبراغيدة بريف حلب الشمالي الخاضعتين لتنظيم «داعش»، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين التنظيم من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة اخرى». من جهتها، أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بأن «الثوار استعادوا السيطرة على قرى جارز وبراغيدة ويحمول وتل حسين في ريف حلب الشمالي بعدما سيطر تنظيم الدولة عليها لساعات عدة». ونقلت وكالة «الأناضول» للأنباء التركية عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: «بدلاً من دخول جيشنا الأراضي السورية، يمكن نقل قوات تابعة للجيش السوري الحر، من مناطق شمال غربي البلاد إلى أخرى خاضعة لسيطرة تنظيم داعش». وتابع ان بلاده ستستمر في دعم الفصائل المقاتلة «برّاً وجوّاً من حدودنا، ونمتلك الإمكانات لذلك، وبهذه الطريقة يمكننا ضمان تطهير المنطقة من تنظيم داعش». وفي شمال شرقي البلاد، قال «المرصد» إن «ما لا يقل عن 24 عنصراً من تنظيم «داعش بينهم 3 قياديين أحدهم من جنسية غير سورية بينهم قيادي شرعي، قتلوا جراء غارات من طائرات حربية على الرقة معقل التنظيم» ولم يعلم ما إذا كانت الطائرات روسية أم تابعة للتحالف أم للنظام السوري. ونقلت وكالة أنباء روسية عن الحلقي قوله لنواب روس في دمشق امس إن الحكومتين الروسية والسورية «تعدان معاً عملية لتحرير حلب والتصدي لكل الجماعات المسلحة غير القانونية التي لم تنضم إلى اتفاق وقف إطلاق النار أو تخرقه»، في حين قالت قضماني في تصريحات صحافية: «في الأيام العشرة الأخيرة شهدنا تدهوراً خطيراً جداً ووقف إطلاق النار على وشك الأنهيار»، مشيرة الى «استئناف استخدام البراميل المتفجرة». وأضافت: «تم توجيه ضربة للمعارضة، هذا أمر مؤكد» حيث ان روسيا «هاجمت طرق امداد كتائب المعارضة المعتدلة على الميدان حتى بعد بدء سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية في شباط (فبراير) الماضي. ويتوقع ان تكون خروقات الهدنة وموضوع عرقلة ادخال المساعدات الانسانية الى مناطق محاصرة خصوصاً داريا ودوما وحرستا في ريف دمشق ضمن محادثات دي ميستورا مع المعلم ونائبه فيصل المقداد اليوم، على أمل توفير ارضية مفاوضات السلام بين وفدي الحكومة والمعارضة في جنيف التي يتوقع أن تستأنف بعد غد الأربعاء. وقال «المرصد» أمس ان قوات النظام قصفت مدينة دوما وبلدة بالا في الغوطة الشرقيةلدمشق فيما نفذت نساء وقفة في مدينة داريا احتجاجاً على استمرار الحصار ومنع دخول مساعدات إنسانية بعد 44 يوماً على تنفيذ اتفاق «وقف العمليات العدائية». من جهة اخرى قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري أكدا في اتصال بينهما أمس الحاجة إلى مزيد من التعاون بين بلديهما لترسيخ الهدنة في سورية.