توجه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى موسكو لإجراء محادثات مع وزير الخارجية سيرغي لافروف و «إنقاذ» مفاوضات السلام قبل بدئها الاثنين المقبل في جنيف، في وقت أسقط مقاتلو المعارضة قاذفة سورية في ريف حلب وسط أنباء عن أسر جبهة «النصرة» أحد طياريها، بالتزامن مع اقتراب فصائل معارضة من أحد معاقل «داعش» قرب حدود تركيا. (راجع ص 3) وقال الناطق باسم الأممالمتحدة أحمد فوزي أن الجولة المقبلة من المفاوضات السورية ستبدأ في جنيف الاثنين المقبل، لافتاً إلى أن دي ميستورا «ينوي استئناف هذه المفاوضات بين السوريين في 11 نيسان (أبريل) كما هو مقرر». وتعقد «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة في الرياض اجتماعاً غداً للبحث في المشاركة وإعداد أجوبة عن 29 سؤالاً قدمها دي ميستورا وتتعلق بالانتقال السياسي، مع توقعات بأن يصل الوفد الحكومي بعد إجراء الانتخابات البرلمانية في 13 الجاري. وقال مصدر في مكتب المبعوث الدولي أن دي ميستورا بادر بالذهاب إلى موسكو للقاء لافروف و «بحث الجولة المقبلة من المفاوضات» وسط اعتقاد بأن المبعوث الدولي يريد أن يطلب ممارسة ضغوط على دمشق لقبول بحث «الانتقال السياسي» في الجولة المقبلة. وعقد في جنيف أمس، اجتماع مجموعة العمل الخاصة ب «وقف العمليات القتالية» برئاسة أميركية - روسية للبحث في الخروقات الحاصلة في الأسبوع الأخير وتثبت الهدنة بالتزامن مع تصاعد المعارك في ريف حلب. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلي المعارضة أسقطوا قاذفة سورية قرب بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي في شمال البلاد التي كانت المعارضة استعادتها من قوات النظام قبل يومين، وأن «النصرة» أسرت طياراً، ذلك بعد أسبوعين من إسقاط طائرة حربية سورية في ريف حماة. وإذ قال مصدر في الفصائل المقاتلة أنه تم إسقاط القاذفة السورية أمس «بمضادات أرضية» قبل أسر الطيار، أشار التلفزيون الرسمي السوري إلى أن ذلك حصل بصاروخ أرض - جو. ونقل عن مصدر عسكري «تعرض طائرة حربية لصاروخ أرض جو أثناء قيامها بمهمة استطلاعية في ريف حلب ما أدى إلى سقوطها». وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها لم تنفذ أي عمليات في ريف حلب أمس. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو أظهر أسر الطيار حيث تجمع حوالى عشرة من المقاتلين حوله، وصرخ أحدهم «سوري، سوري». في موازاة ذلك، اقتربت فصائل إسلامية ومن «الجيش الحر» مدعومة من تركيا من بلدة دابق، ذات الأهمية الرمزية لتنظيم «داعش» بعد تمكنها من منذ منتصف الشهر الماضي من السيطرة على منطقة واسعة في ريف حلب الشمالي، تتضمن حوالى 15 كيلومتراً من الحدود السورية - التركية بين بلدتي دوديان والراعي». وخلال الاشتباكات المستمرة بين الطرفين منذ منتصف الشهر الماضي «قصفت المدفعية التركية مواقع داعش»، بحسب «المرصد». ولبلدة دابق أهمية رمزية لتنظيم «داعش» لاعتقاده أنها ستشهد أكبر معاركه. و»دابق» هو اسم أهم مجلة ترويجية للتنظيم المتطرف. كما تعرض «داعش» إلى ضغوطات كبيرة بين ريف دمشق ومحافظة حمص التي خسر فيها التنظيم مدينتي تدمر الأثرية والقريتين أمام قوات النظام في وسط البلاد. وقال «المرصد» أمس أن الطيران الروسي والسوري شن خمسين غارة على مناطق في محيط مطار الضمير العسكري قرب العاصمة وسط معارك بين قوات النظام و «داعش» ترافقت مع تفجير التنظيم «ما لا يقل عن 5 عربات مفخخة في محيط مطار الضمير العسكري والفوج 16 ما أدى إلى خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين».