التقى رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أمس، الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في اليوم الثاني لزيارة قاطعتها وسائل إعلام فرنسية، احتجاجاً على رفض السلطات الجزائرية منح تأشيرتي دخول لصحافيين من صحيفة «لوموند» وقناة «كانال بلوس». وبررت الحكومة الجزائرية ذلك بأن «لوموند» الفرنسية أهانت الرئيس بوتفليقة. وخيمت «أزمة الصحافة» التي نشبت بين الجزائر وفرنسا، على زيارة فالس، وخصص رئيس الحكومة الجزائرية عبد المالك سلال جزءاً من محادثاته مع ضيفه لهذه القضية، التي زادها تأزماً، تصريح وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت من اليابان، منتقداً قرار السلطات الجزائرية عدم منح تأشيرة لبعض الصحافيين الفرنسيين لتغطية الزيارة الرسمية، معتبراً ذلك «انتهاكاً لحرية الصحافة». وفي مؤتمر صحافي مشترك، عاد سلال لإثارة الموضوع، ملقياً باللوم على السلطات الفرنسية على أساس أن «ما قامت به لوموند مساس برموز الدولة»، ولم يشأ فالس الخوض كثيراً في هذه القضية، واكتفى بالقول إنه «يكن كل الاحترام للرئيس بوتفليقة»، وتابع: «رسالتنا وصلت في هذا الشأن فلنلتفت إلى المستقبل». وذكر سلال إن هذه القضية «يجب الا تؤثر في علاقات البلدين وتم التوقيع على 26 اتفاقية»، مضيفاً: «حاولنا تقريب وجهات النظر في ملفات أمنية تخص دول الساحل كما تطرقنا لقضية الصحراء الغربية ولمسنا تفهماً كبيراً من الجانب الفرنسي». وكان فالس أكد أمس، اعطاء الأولوية «للعلاقة الإستراتيجية» بين البلدين على رغم مشكلة التأشيرات. وفي لقاء صحافي مع عبد المالك سلال أكد أنه لم يفكر في أية لحظة في إلغاء الزيارة. وقال: «أنا عبرت عن رأيي وستكون لدي الفرصة إذا سألتموني لتكراره وللتعبير عن الأسف» لرفض السلطات الجزائرية منح التأشيرة لصحافيين، مضيفاً أن «ما يعنيه هو هذه الرؤية الإستراتيجية للبلدين، والتي لا مناص منها نظراً إلى الصعوبات والتحديات» التي يشهداها. وأضاف: «لكن ما يعنيني أنا هو هذه الرؤية الإستراتيجية التي لدينا والتي لا مناص منها بالنظر إلى الصعوبات والتحديات التي يشهدها بلدانا». وقبل أن يتوجه إلى الجزائر، عبر فالس في تغريدة عن «الأسف العميق» لقرار السلطات الجزائرية، مؤكداً أنه سيثير الأمر مع الحكومة الجزائرية «في كنف الصداقة والصراحة». وشدد على أن «الصداقة تأتي بالتوازي مع الصراحة وقول الأشياء في شكل مباشر جداً، ولكن أيضاً من خلال أن يفهم بعضنا بعضاً». وتابع: «أعتقد بأنه لا ينبغي لأي شيء أن يجعلنا نحيد عن هذا التحالف الإستراتيجي. وهذا هو المهم». واعتبر أنه «لم تتم التضحية بأي مبادئ» من خلال هذا الموقف.