أجبرت المدينة الطبية الانسانية الشاعر محمد الثبيتي، الذي يتلقى فيها العلاج من جلطة أصيب بها قبل أكثر من عام، على الخروج بحجة عدم وجود علاج له، لكن الخطوط السعودية علقت السماح له بالسفر بتقرير من المدينة الطبية نفسها، يؤكد أن حالته مسموح لها بالسفر.وأكد يوسف، نجل الشاعر محمد الثبيتي، تلقيهم إنذارات متكررة بالخروج من مدينة الأمير سلطان للتأهيل الطبي في الرياض، كان آخرها قبل يومين بدعوى «عدم وجود علاج لحالته ولم يعد في إمكانهم مواصلة علاجه والإشراف على وضعه الصحي»، مضيفاً: «بعد محاولات عدة لإبقائه في المدينة الطبية، تفاجأنا بالإنذار النهائي، الذي تمت على إثره مغادرة والدي المدينة الطبية مساء السبت الماضي، من دون تأمين طائرة إخلاء طبي لنقله إلى مدينة مكة حيث نسكن، أو توفير الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة، مع العلم أن والدي لا يزال لا يستطيع المشي أو الحركة، وهو يستلقي على سرير وفي بطنه انبوب لتناول الغذاء، كما لا يستطيع البقاء على قيد الحياة إلا من خلاله، وهم يعلمون أيضاً أن حال والدي لا تسمح له بالخروج، والذي بلا شك سيؤثر في وضعه الصحي العام». وقال يوسف: بذل صديقا والدي الشاعر عبدالله الصيخان والكاتب محمد علوان جهوداً كبيرة في هذه الأزمة، وتم حجز تذكرة في الطائرة (غير الطبية)، التي ستغادر إلى جدة، من دون أن تكون للمدينة الطبية ولا لوزارة الصحة جهود أو متابعة لوضع المريض أو تقديم مساعدة إنسانية له كنقله مباشرة إلى مكة أو مراعاة لحالنا النفسية المتدهورة». وزاد: «بعد وصولنا إلى مطار الملك خالد في الرياض، مساء السبت الماضي، وإطلاع المسؤولين في الخطوط السعودية على التقرير الطبي لوالدي رفضوا السماح له بالسفر، لأن التقرير الذي أعطي لنا من المدينة الطبية ينص على عدم السماح له بالسفر»، متسائلاً: «كيف يخرجوننا من المستشفى وهم يعلمون أننا نسكن في مكة؟ ومن دون تنسيق مسبق مع الخطوط السعودية أو حتى تدبير طائرة خاصة؟». وأوضح أنه «حدثت اتصالات مباشرة بين المسؤولين في الخطوط السعودية والمدينة الطبية، حتى لا يتحملوا مسؤولية سفره إلا بعد إعداد تقرير ينص مباشرة على السماح له بالسفر من دون أدنى مسؤولية، ما اضطر المشرفين على خدمات المرضى في المدينة الطبية إلى إحضار إسعاف إلى المطار وإعادة والدي إلى المدينة ليبقى ليلة كاملة، في انتظار إعداد تقرير جديد ينص على السماح له بالسفر وسرعة إنهاء خروجه». وقال نجل الثبيتي المرافق له «نزار»: «تم إخراج والدي بصورة نهائية ولم نحصل على موعد مراجعة له، على رغم محاولاتنا إبقاءه، وتم إعطائي الأوراق اللازمة لسفره، ولكن كتب المسؤولون في «المدينة» أنه غير قادر على السفر، فرجعنا مرة أخرى، بعدما فاتت الرحلة واضطررنا للانتظار ثلاث ساعات كاملة، ومن الغد حصلنا على التقرير اللازم لسفره، وسنسافر اليوم (أمس) في الساعة 12 صباحا». من جهته، أكد الشاعر عبدالله الصيخان أن الدولة «رعت عدداً من المثقفين والأدباء من خارج السعودية، وقدمت لهم العلاج الكامل ولم يخرجوا من المستشفيات إلا بعد اكتمال برنامجهم الطبي، فكيف يحدث ما حدث مع شاعر ومثقف كمحمد الثبيتي الذي حمل على عاتقه لواء الشعر السعودي الحديث، ومعاملته بهذا الوضع الذي آلمنا كثيراً؟». واعتبر القاص فهد الخليوي أن ما حصل لمحمد الثبيتي والإصرار على خروجه من المدينة الطبية من دون استكمال علاجه، «مؤشر خطر إلى الوضع غير السليم للإدارات الطبية والمستشفيات عموماً في السعودية، وما له من علاقة بوضع المرضى من المواطنين، سواء أكانوا من المثقفين والأدباء أم من عامة الناس»، متسائلاً أيضاً: «كيف يتم إخراجه بهذه الطريقة، ومن دون تأمين طائرة إخلاء طبي له أو التنسيق مع الخطوط السعودية لتحديد إمكان سفره من عدمه». وأكد الخليوي أن الوضع الصحي للثبيتي «لا يحتمل هذه المماطلة، إذ إنه لا يستطيع تناول الغذاء إلا بواسطة أنبوب في بطنه، الذي بلا شك قابل للتلوث»، مشيراً إلى أن «ما حصل لشاعر الوطن الذي ضحّى بالكثير من أجل الأدب والثقافة في السعودية، يطرح أكثر من علامة استفهام على وضع المثقفين والأدباء في السعودية مستقبلاً، وعند تعرّضهم لأي مكروه لا سمح الله».